قام تشانغبينغ زهاو، الرئيس التنفيذي لشركة بينانس، بتحذير موظفيه من خطورة تداول عملة FTT الرقمية، التي مرت بأزمة مالية كبيرة خلال الأيام القليلة الماضية، انتهت بإفلاس شركة FTX واستقالة رئيسها بانكمان من أدارة الشركة.
هل تردد بينانس كان سببا في نجاة أم إفلاس FTX
كان زهاو قد نشر بالأمس في 9 نوفمبر، ملاحظاته بخصوص التعامل مع شركة FTX المفلسة وإرسالها إلى منتدى العمل ضمن بينانس عبر حسابه الرئيسي على تويتر، تحت ما يسمى محاولة تعزيزه لشفافية الشركة في السوق الرقمية.
وكان قد قرر رئيس بينانس يوم الأربعاء 9 نوفمبر، بالاستحواذ على شركة FTX المنهارة ودعمه بشكل خاص لعملة FTT الرقمية بأكثر من 500 مليون دولار، ليقوم في وقت متأخر من اليوم ذاته، بالعودة عن قرار الاستحواذ والتراجع عن هذا الاقتراح، ليترك FTX قابعة في خضم الانهيار.
ويقول مدافعا عن نفسه بهذا التراجع، أن السبب كان ناجم عن العناية المنبغي تقديمها للشركات، وقرار الاستحواذ يتعارض مع مبدأه هذا. وأضافت إجراء آخر لاحقا من خلال إيقاف التعامل مع شركة FTX وتداول عملتها، والتحذير من الاستثمار في أسهمها.
وتجدر الإشارة إلى معلومة مهمة، كان قد شاركها تشانغبينغ عبر التويتر من خلال مذكرة، وهي إعلانه جنبا إلى جنب مع بانكمان رئيس شركة FTX، عن خطاب نوايا الاستحواذ على الشركة بالتوافق مع رئيسها. لكن الصفقة لم تتم نزولا تحت واجبات تشانغبينغ بالعناية بيبنانس.
وقبل ذلك كان يوجد خلاف بين الرئيسان، خاصة بعد إعلان بينانس عن قيامها بتصفية ما تملكه من عملات FTT المتبقية لديها. وتصاعدت وتيرة الخلاف بينهما يوم الاثنين الفائت 7 نوفمبر، عندما قال زهاو أنه ينوي بيع تلك العملات وإعادتها لصاحبتها الأم FTX. ليحصل بعدها تغيير مفاجئ في الأحداث، عندما أعلن رئيس بينانس أن الشركة ستشتري شركة خصمها FTX، دون تحديد مبلغ معين.
وأوضح زهاو في محاولة منه لتهدئة التوتر من خلال منشور على التويتر، عندما قال أن تلك الصفقة لم يكن مخطط لها، وكان الأمر غير متوقعا، فقد قام في الواقع بانكمان بالاتصال به. وفي وقتها لم يكن لديه من المعلومات ما يكفي لمعرفة الحالة الداخلية للشركة المفلسة.
ثم بعد انتهاء المكالمة… وبالتفكير قليلا وإمعان النظر في الصفقة، قرر زهاو الطلب من فريق العمل بالتوقف عن عملية الاستحواذ، وعدم تداول عملة FTT، وفي حال امتلاكك بها فلا تقم بالبيع أو الشراء. إذ يرى أنه من المفروض الوصول إلى مستوى أداء أعلى لبينانس، وليس التراجع والإخفاق وتخييب ظن المستخدمين، وهذا ما لم يره في تلك الصفقة.
وقال البعض إن تلك الصفقة لو كانت قد نجحت، لربما أصبحت بينانس الشركة الرائدة بلا منافس في مجال العملات الرقمية، لكن تم الإعلان عن ذلك عبر الصفحة الرسمية للشركة على تويتر يوم 9 نوفمبر، مشيرة إلى وجود عدة أسباب منعتها من إكمال الصفقة، لعل أبرزها كان إساءة التعامل من قبل FTX مع أموال المستخدمين، والتحقيقات من الوكالة الأمريكية بتلك المواضيع. الأمر الذي جعل سوق العملات الرقمية مصبوغا بلون الدم الأحمر.
وبتخلي بينانس عن هذه الصفقةـ جعلت شركة FTX تصارع على بقايا أنقاض، لا حول لها ولا قوة. ويضيف زهاو الحديث عن ناتج فشل اللاعبين الرئيسين في السوق، وأن المعاناة والضرر ستلحق بمستهلكي التجزئة. رغم أن الأنظمة البيئية للعملات الرقمية قد أصبحت أكثر مرونة، لكن الأطراف التي تسيء استخدام أموال مستخدميها، سيجري التخلص منها، كما حدث تماما مع FTX.