تعرضت بينانس في الآونة الأخيرة لضغط كبير جدا من السلطات الأمريكية عقب قيامها برفع دعوى قضائية على الأولى، الأمر الذي تسبب بمغادرة كبار المسؤولين من المنصة حديثا.
وكان ستيف كريستي، نائب الرئيس الأول للامتثال، وباتريك هيلمان المسؤول عن استراتيجيات الشركة، وهان نج، المستشار العام في بينانس قد قرروا مع غيرهم من الشخصيات البارزة في بينانس، ترك مناصبهم نتيجة للتحقيقات التنظيمية التي تواجهها الشركة، وذلك وفقا لما جاء في مجلة Fortune.
فيما يشير المسؤولون المغادرون من بينانس إلى أن أسباب انفصالهم عن مزاولة أعمالهم في الشركة المذكورة، لا ترتبط بقضية قيام لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية بالادعاء على بينانس، وأن هناك دوافع شخصية تكمن وراء مغادرتهم المنصة.
تشير بعض التقارير إلى أن شركة بينانس قد وضعت أحد الأشخاص نصب أعينها لاختياره كبديل عن الرئيس التنفيذي السابق هيلمان المسؤول عن قسم الاستراتيجيات، ويتوقع أن يكون ذاك الشخص هو براد جافي، نائب الرئيس الحالي لقسم الاتصالات في شركة بينانس.
كما تشير التقارير أيضا إلى أن بينانس تبحث بشدة عن بديل مناسب يحل مكان ستيف كريستي، الذي كان يشغل منصب نائب الرئيس التنفيذي الأول في بينانس.
بالانتقال إلى الحديث عن ردة فعل صاحب ومؤسس بينانس عن حملة الاستقالات الجماعية، فإنه وبلا شك لن يكون سعيدا عن مثل هذه التصرفات، إذ عبر عن هذه الحالة باسم FUD، وهو مصطلح يشير لوجود حالة من القلق والاضطراب، أي أن تخبطا كبيرا يسود أرجاء شركة بينانس حاليا.
وأشار الرئيس التنفيذي لمنصة بينانس بأن هذه الاستقالات من الشركة هي حالة طبيعية تعيشها كل الشركات خلال دورة حياتها، نظرا للمتغيرات التي يعيشها سوق العملات الرقمية على مختلف الأصعدة، ورفض أن يتم تفسيرها بأنها ترتبط بالحرب التي تشنها السلطات الأمريكية على المنصة، على الرغم من وجود محاباة من السلطات للمنافس Coinbase الذي اعتقد البعض أنها قد نالت نصيبها من الهجوم.
.
وتشكر الرئيس التنفيذي الملقب بـ”CZ”، جميع أعضاء الفريق الذين غادروا حديثا، وذلك على جهودهم التي بذلوها خلال مسيرة عملهم في الشركة، وقال بأنهم جزء لا يتجزأ من وجود بينانس ونجاحها، خاتما بتمنياته لهم بدوام التوفيق والنجاح، ومؤكدا بأن بينانس مستمرة في توظيف الخبرات والمواهب الفذة وستركز دائما على التطوير والازدهار أكثر فأكثر.
إحدى أبرز العناوين التي يتم تداولها في الفترة الأخيرة هو تكرار بينانس لمصير شركة FTX المفلسة، خاصة بعد تراجع قيمتها السوقية ومغادرة عدد كبير من المسؤولين فيها، وهذا ما دفع البعض ليقول أن بينانس قد تواجه الإفلاس، أنها ستكرر مصير FTX التي تعرضت لحملة إعلامية ضخمة من FUD، والتي ساهمت بشكل مباشر في تسارع وتيرة انهيار المنصة وإعلانها للإفلاس.
ولكن لا يمكن إنكار أن بينانس قد استمرت في اجتياز جميع العقبات التي واجهتها، وتستمر في مفاجأتنا في كل مرة يتم التنبؤ فيها بانهيار بينانس أو إفلاسها، ولا عجب أن تكرر ذلك مجددا وخاصة بعد الرد الذي جاء من الرئيس التنفيذي لمنصة بينانس الملقب بـ”CZ”، وذلك من خلال تغريدة تحاكي تغريدة أحد المؤيدين لهم والتي قال فيها “لقد استمروا في محاولة جعلنا نبدو مثل FTX لكننا لسنا كذلك.”.
يأتي رد مؤسس بينانس في وقت يحاول فيه الكثيرين استغلال الفرصة لجعل منصة بينانس تبدو بالفعل وكأنها ستعيش نفس المصير الذي عاشته منصة FTX، ولكن لا يمكن التنبؤ بحتمية ذلك طالما أن المنصة مستمرة في تقديم خدماتها على أكمل وجه، وأن المستخدمين لم يتأثروا بتداعيات السوق أو الحرب الإعلامية التي تشن على المنصة.