تعرضت منصة بينانس، أكبر منصة لتداول العملات الرقمية في العالم، لانخفاض كبير في حجم التداولات بالعملات الورقية خلال الأشهر الأخيرة، مع تزايد الضغوط على السوق الرقمية وانحسار اهتمام المستثمرين.
وفقاً لتحليل نشرته شركة Kaiko، المتخصصة في بيانات السوق الرقمية، انخفض حجم التداولات بالعملات الورقية على بينانس بنسبة 60% منذ بداية العام الجاري، وبنسبة 95% عن أعلى مستوى له على الإطلاق، الذي سجل في سوق عام 2021.
وشمل التحليل عملات رئيسية مثل اليورو والجنيه الإسترليني والليرة التركية والروبل الروسي وغيرها، وأظهر تراجعا حادا في نشاط التداول بهذه العملات.
تعود أسباب هذا الانخفاض إلى عدة عوامل، منها انخفاض أسعار العملات الرقمية الرئيسية مثل البيتكوين، وانحسار اهتمام المستثمرين بتحويل أموالهم من وإلى العملات الرقمية.
كما يلعب تغير قوة الدولار الأمريكي دورا مؤثرا، والذي يؤثر على رغبة المستخدمين في تحويل عملاتهم الورقية إلى عملات مستقرة مدعومة بالدولار مثل USDT.
ففي عام 2022، شهد مؤشر الدولار ارتفاعا نتيجة لضغوط التضخم، مما دفع المستخدمين في جميع أنحاء العالم إلى شراء USDT كأصل آمن. وفي عام 2023، سجل مؤشر الدولار انخفاضا حادا، مما قلص من جاذبية امتلاك الـ USDT.
وفي ظل هذه التطورات، كان هناك زوج تداول بالعملات الورقية يتحدى هذا الانخفاض، وهو زوج USDT/TRY.
فقد كانت الليرة التركية أكبر زوج تداول بالعملات الورقية على بينانس، حيث احتلت نسبة 3/4 من إجمالي حجم التداول على المنصة في أوائل سبتمبر.
وارتفعت هيمنة الليرة على السوق من 50% إلى 60% منذ بداية العام، بينما انخفضت حصة بعض العملات الرئيسية الأخرى مثل اليورو والريال البرازيلي.
ويعود سبب هذا الاستثناء إلى تدهور الوضع الاقتصادي في تركيا، حيث تعاني البلاد من التضخم المفرط وانهيار قيمة الليرة مقابل الدولار.
وهذا يدفع المستخدمين التركيين إلى شراء الـ USDT كوسيلة لحفظ قيمة أموالهم والحصول على فرص استثمارية في السوق الرقمية.