في تلك اللحظات الساحرة حينما يمتزج الضوء بالظلام، ويتلاقى الصمت مع صوت القلوب، نتوجه إلى الله، مسيرين بروح متيقنة وخاشعة، نطلب منه الخير والسعادة في كل شيء، في كل لحظة، في كل حال.
“اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ منَ الخيرِ كلِّهِ عاجلِهِ وآجلِهِ…” هكذا نبدأ دعاءنا، بلحظة من الاستسلام والثقة، نرفع أيدينا الضعيفة إلى السماء، نتوسل بأن نكون محاطين ببركات الله، بفضله، ورحمته، في الدنيا والآخرة.
هذا الدعاء، يمثل تعبيراً عميقاً عن تواضع الإنسان أمام عظمة الخالق، وثقته الراسخة بقدرته وعطاياه. إنه استجابة لدعوة الله لنا أن نلجأ إليه في كل الأمور، الكبيرة والصغيرة، مؤمنين بأنه المعطي السخي، الذي لا يملُّ عطاءه، ولا يُعجز كرمه.
وما أجمل هذه الكلمات التي تحمل في طياتها روح التواضع والاعتراف بعظمة الله، “ما عَلِمْتُ منهُ وما لم أعلَمْ”، إنها عبارة عن اعتراف بضعفنا وجهلنا أمام حكمة الخالق، وبالتالي فإن الثقة الحقيقية تكمن في التسليم لإرادة الله وقضائه الحكيم.
ومع كلمات الدعاء، نجد أنفسنا نلتمس الحماية من كل شرٍّ، الظاهر والباطن، “اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ من شرِّ ما عاذَ بِهِ عبدُكَ ونبيُّكَ…”، فنحن نبحث عن السلام والأمان، لنكون محفوظين في ظل رحمته ورعايته اللامحدودة.
وفي ختام الدعاء، نرتفع بأمل وسعادة، نتطلع إلى جنته، ونتضرع أن يجعل كل قضاء لنا خيراً، ونعوذ برحمته من النار وما قرَّبَ إليها من قولٍ أو عملٍ. إنها نهاية تحمل في طياتها وعدًا بالرحمة والجنة لمن يسعى ويؤمن.
في النهاية، دعاؤنا هو عبارة عن تعبير عميق عن الثقة والتفاؤل، وهو نبراس يضيء دروب حياتنا ويمنحنا القوة لمواجهة تحدياتها. دعوة لا تقتصر على اللحظات الصعبة فحسب، بل تعكس روحًا تنشد الخير والسعادة في كل لحظة وفي كل زمان.
لنتمسك بالدعاء ونؤمن بأن الله معنا، وأنه القادر على تحقيق كل ما نتمناه، فالدعاء رحلة روحية نحو السماء، تسعى للرضا والقرب من الله، وفي رحابها نجد السلام والسعادة الحقيقية.
اللّهمّ آمين 🤍