حدثت مفاجأة كبيرة في السوق السوداء المصرية حيث شهدنا تراجعاً في أسعار صرف الدولار مقابل الجنيه، حيث انخفض سعر الدولار في السوق السوداء إلى مستويات أدنى من سعره في البنوك.
وأكد أحد المسؤولين في شركة صرافة كبرى عن وجود إقبال كبير وازدحام من العملاء الراغبين في التخلص من الدولار والنقد الأجنبي في فروع الشركة عقب قرار تحرير سعر الصرف، وباتت هناك تراجعات في التعامل مع السوق السوداء.
من جانبه، أشار عبد المجيد محيي الدين رئيس شركة الأهلي للصرافة إلى أن فروع الشركة جمعت مبالغ تقدر بـ284 مليون جنيه من النقد الأجنبي خلال الأيام الأربعة الأولى من تحرير سعر الصرف، بينما جمعت فروع شركة مصر للصرافة التابعة لبنك مصر ما يقدر بـ201 مليون جنيه في نفس الفترة.
ويأتي هذا في سياق قرار البنك المركزي المصري بتحرير سعر صرف الجنيه مقابل الدولار بهدف تقليص الفجوة بين السوق السوداء والبنوك، حيث ارتفع سعر الصرف إلى مستويات الـ50 جنيها قبل أن يبدأ في التراجع إلى نحو 49.1 جنيه خلال تعاملات البنوك اليوم الأحد.
ويهدف البنك المركزي من خلال هذا التحرير إلى توحيد سعر الصرف والتخلص من الفجوة الكبيرة التي كانت تحدث نتيجة قصور النقد الأجنبي في البنوك والصرافات.
وقد شهدت البنوك وشركات الصرافة تدفقاً كبيراً من النقد الأجنبي عقب هذا القرار مما ساهم في زيادة الموارد النقدية لديها، كما تم جمع ما يعادل 510 مليون جنيه من النقد الأجنبي خلال الأيام الأربعة الأولى من تحرير سعر الصرف.
وقد تم تقديم الدعم لهذا القرار من صندوق النقد الدولي من خلال رفع قيمة القرض لمصر لتصل إلى 8 مليارات دولار لدعم برنامج الإصلاح الاقتصادي، بالإضافة إلى توقيع صفقة استثمارية بقيمة 35 مليار دولار بين مصر والإمارات لتطوير مدينة رأس الحكمة.
بهذه الخطوة تم التغلب على الفجوة الكبيرة في الأسعار وتحقيق تقدم في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والنقدي في مصر.