تعد آيسلندا واحدة من أوائل الدول التي شهدت تعدين البيتكيون على نطاق ضخم، إذ يوفِّر مناخ أيسلندا التبريد الطبيعي لأجهزة التعدين المنتجة للحرارة، مما يقلل بشكل كبير من تكاليف الصيانة.
وتشير التقديرات إلى أن صناعة تعدين البيتكوين الآيسلندية تستهلك ما يقارب 120 ميغاواط من الكهرباء.
كانت الكهرباء تاريخياً أغلى قليلاً في آيسلندا مقارنة بالمواقع الشمالية الأخرى مثل شمال النرويج وشمال السويد في الدول الأوربية. إذن ما الذي يجعل أيسلندا موقعاً مربحاً لتعدين العملات الرقمية؟
تتمثل إحدى الميزات المهمة، في أن نظام الكهرباء لأمة القطب الشمالي آيسلندا في عزلة تامة عن بقية العالم، ومن الواضح أن هذا يحميها من تضخم أسعار الكهرباء العالمية وعلاوة على ذلك، لا توجد روابط بين آيسلندا وقارة أوربا وما يتبعها من أزمات في الوقت الحالي من ناحية الطاقة، وهذا ما يجنِّبُها من التعرض لأسعار الوقود لأن أغلب اعتمادها يكون على الطاقات المتجددة.
بدأ تعدين البيتكوين في آيسلندا منذ ما يقارب عشر سنوات دون أي مشاكل كبيرة مع الجهات الرقابية التنظيمية، مما قد يجعلها أكثر دول تعدين البيتكوين استقراراً في العالم، ويبين لنا حول ذلك الباحث في تعدين بيتكوين جاران ميلرود بقوله:
“آيسلندا هي الدولة الأكثر ثراءً بالكهرباء في العالم، حيث تولد ما يقارب ضعف كمية الكهرباء للفرد في المرتبة الثانية في القائمة النرويج.”
ومن الجهة الأخرى أصبحت إمدادات الكهرباء في آيسلندا أكثر ندرة خلال السنوات القليلة الماضية، ويبدو أن تطوير محطات توليد الطاقة الجديدة قد أصيب بالركود، ونتيجة لذلك أصبح تخصيص الكهرباء لمراكز البيانات الجديدة شبه مستحيل ولكنها متقدمة بما لديها إلى الآن.
أغلب اعتماد آيسلندا على مصادر البراكين والشلالات الطبيعية، مما يجعلها أكثر دولة غنية بالكهرباء في العالم، ومن المتوقع أن تظل الكهرباء رخيصة لأن الطاقة المائية والحرارية الأرضية لها تكاليف هامشية منخفضة للغاية للإنتاج، كما ولها خط دفاع آخر شائع الإستخدام وتستخدمه الدولة الأوروبية الصغيرة ضد ارتفاع أسعار الطاقة ألا وهو عقود الكهرباء طويلة الأجل ذات السعر الثابت.