شهدت عالم العملات الرقمية تغييرات مقلقة، حيث أظهرت تقارير حديثة من شركة Chainalysis أن مجرمي الإنترنت بدأوا يستهدفون المنصات المركزية بشكل متزايد. وكان هذا التحول لافتا، حيث انصب اهتمامهم خلال السنوات الأربع الماضية على المنصات اللامركزية.
تشير التقارير إلى أن هذه الظاهرة تعود إلى تزايد مهارات المجرمين في استخدام أساليب متطورة في الهندسة الاجتماعية، مما يمكنهم من نفاذ إلى المنصات المركزية التي تتمتع بإجراءات أمان صارمة، إلى جانب القدرة على تحقيق أرباح أكبر مقارنة بالمنصات اللامركزية.
وفقا لبيانات Chainalysis، فقد تم سرقة عملات رقمية تزيد قيمتها عن 1.58 مليار دولار خلال النصف الأول من عام 2024، وهو ما يمثل زيادة ملحوظة بنسبة 84.4% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. ورغم هذا الرقم الكبير، تم الإشارة إلى أن الزيادة في المبالغ المسروقة كانت بسبب ارتفاع أسعار العملات.
وعلى الرغم من أن عدد عمليات الاختراق في عام 2024 لم يتجاوز العام الماضي سوى بنسبة 2.76%، إلا أن التهديدات ما زالت قائمة، خاصة مع تزايد نشاط برامج الفدية. فقد بلغت إجمالي المدفوعات المقررة كفدية هذا العام 459.8 مليون دولار، مقارنة بـ449.1 مليون دولار في العام الماضي.
فيما يشير الخبراء إلى أن متوسط مبلغ الفدية قد ارتفع بشكل كبير، من 200 ألف دولار في بداية 2023 إلى 1.5 مليون دولار في يونيو 2024، مما يجعل هذا العام الأسوأ في تاريخ الجرائم الإلكترونية المتعلقة بالعملات الرقمية.
ومع ارتفاع نشاط الجريمة المنظمة، أوضح التقرير أيضا أن هناك دلالة إيجابية في القطاع، حيث ارتفعت الأنشطة القانونية بشكل يفوق الأنشطة غير القانونية. وقد تم تسجيل انخفاض في حجم المعاملات غير القانونية بنسبة 19.6%، من 20.9 مليار دولار إلى 16.7 مليار دولار.