تنظيم داعش الإرهابي يجمع التبرعات بالعملات الرقمية

أصبح للعملات الرقمية في يومنا هذا انتشار كبير وواسع الطيف حول أنحاء العالم، ولكن كان الانتشار غير مضبوطا ومنظما للحد المطلوب، لذلك فإن المخاوف المرتبطة بالاستخدام الخاطئ للعملات الرقمية يتزايد شيئا فشيئا.

ورغم قيام العديد من الدول بتقديم لوائح تنظيمية لاستخدام العملات الرقمية بشكل مضبوط وشرعي، لا يخلو الأمر من وجود بعض الحالات غير القانونية التي تحاول كسب المال وارتكاب الجرائم عن طريق الأصول الرقمية.

ولعله يتبادر لذهنكم في الوهلة الأولى أن أكبر الجرائم التي يمكن ارتكابها في سوق العملات الرقمية هو سرقة العملات أو تصريف أموال ورقية مزورة وهو ما يعرف بتبييض الأموال أو غسل الأموال، ولكن هناك ما هو أبعد من هذا الحدود بشكل كبير.

يقوم بعض زعماء العصابات المجرمة والإرهابية باستخدام العملات الرقمية لتصريف أموال غير قانونية والاتجار بالمخدرات والسلاح، والحصول على مكاسب كبيرة تحاذي ما يكسبوه في العالم الحقيقي، وقد يكون أكثر في بعض الأحيان.

تنظيم داعش يجمع ملايين الدولارات من العملات الرقمية

تشير معلومات شركة blockchain للاستخبارات الرقمية وتتبع مشاريع العملات الرقمية، عن وجود تحركات نشطة للمنظمات الإرهابية ضمن سوق العملات الرقمية، وهي للأسف تتزايد مع مرور الوقت.

فيما كشفت بيانات شركة TRM Labs عن قيام تنظيم داعش الإرهابي بجمع التبرعات من مؤيديه بالعملات الرقمية من مختلف أنحاء آسيا.

وتشير التحقيقات الأولية أن التنظيم يجمع معظم تبرعاته عن طريق عملة USDT المستقرة التابعة لشبكة Tron.

وتشير شركة Blockchain أن العديد من المجموعات الداعمة لتنظيم داعش قد جمعت العديد من التبرعات، تجاوز أحدها مبلغ 2 مليون دولار ضمن أحد المحافظ في العام 2022، فيما قامت باستخدام جزء من التبرعات الرقمية، لتجنيد مسلحين في دولة طاجيكستان يتبعون لإدارة تنظيم داعش.

وتقول شركة TRM Labs أن الذي يقف وراء حملة التبرعات التي تدعم تنظيم داعش، يدعى شامل هوكوماتوف، والذي تم إلقاء القبض عليه من قبل قوات الأمن التركية في شهر يونيو الماضي، ويمكن أن يتم إيقاف العمليات المرتبطة بهذا التنظيم في حال معرفة عنوان المحفظة وإيقاف وصول المجرمين إليها لمنع استغلالها في عمليات تمويل الإرهاب.

تشير معلومات الشركتين إلى أن العديد من العمليات المرتبطة بمشاريع تمويل الإرهاب تتم في عدة دول أخرى، بما فيها باكستان وإندونيسيا وأفغانستان، وأن التنظيم يستغل تواجده في بعض مناطق سوريا لجمع التبرعات بشكل رئيسي بالتعاون مع داعميه.

بينانس تمنع تمويلات غير قانونية بأكثر من مليار دولار

وتعمل العديد من منصات العملات الرقمية على مكافحة الجرائم المرتبطة بالعملات الرقمية بما فيها مشاريع تمويل الإرهاب، فهي تحاول تتبع جميع العناوين المرتبطة بداعمي المنظمات الإرهابية وإبلاغ السلطات عن الضالعين فيها لإلقاء القبض عليهم وإيقافهم.

وكانت منصة بينانس أحد أبرز الشركات التي اتخذت موقفا قويا وجريئا في موضوع مكافحة الإرهاب، واتخذت العديد من الإجراءات لمكافحة جمع العملات الرقمية وتقديمها للمنظامت الإرهابية وداعميها.

تؤكد المنصة أنها تمتلك ما لا يقل عن 750 موظفا يعملون في قسم متابعة الامتثال والتحقق من الهوية، ومعظمهم يمتلك خبرة ومعلومات حول إنفاذ القانون ومكافحة الجريمة، وهم يساعدون المنصة في إبلاغ الوكالات عن أي أنشطة مشبوهة، وساهمت إلى الآن في تجميد ما يزيد عن 1 مليار دولار كانت ستستخدم في تمويل مشاريع غير شرعية.

كما تساهم منصة Coinbase في عملية مكافحة جرائم العملات الرقمية، ولطالما أعلنت بشكل صريح عن مواقفها من الإرهاب وداعميه وسعيها الدائم لمكافحة أي نشاط يرتبط به.

ولمكافحة جرائم العملات الرقمية، لا بد من توافر جهود كبيرة وفاعلة من المشرفين على مشاريع العملات الرقمية، مع السلطات الأمنية والحكومية للدول، للتعاون فيما بينهم للحد من مستوى الجريمة ومنع وقوع الأبرياء ضحايا للمنظمات الإرهابية والمجرمين.