يصادف هذا الأسبوع مجموعة من الأحداث المهمة والبارزة التي ستلعب دورا كبيرا في تحديد مستقبل سوق العملات الرقمية وأفق تطوره وازدهاره في أمريكا والعالم أجمع.
وتتلخص هذه الأحداث المهمة في ثلاثة عناوين أساسية يجب مراقبتها عن كثب، والتي ستسهم مخرجاتها في تحديد الوجهة الجديد للسوق وعلى رأسها سعر البيتكوين، وهذه العناوين هي:
- صدور مؤشر أسعار المستهلك CPI بتاريخ الخميس القادم 10 أغسطس 2023
- صدور مؤشر أسعار المنتجين PPI بتاريخ الخميس القادم أيضا 10 أغسطس 2023
- صدور قار الموافقة على صناديق التداول الفوري للبيتكوين ETF
هذه العناوين الثلاثة كما هو واضح من اسمها، تعتبر أحد المؤثرات البارزة في ارتفاع أسعار العملات الرقمية أو انهيارها، فهي تدل على مستوى الدعم والاستقرار المالي في السوق، وإذا ما كان المسؤولون الأمريكيون قد نجحوا في خطوات تطبيق خططهم المالية على الاقتصاد الأمريكي أم لا.
كيف سيؤثر مستوى أسعار الفائدة الجديدة على سعر البيتكوين؟
يلعب مؤشر أسعار المستهلك دورا مهما في تحديد الوجهة التالية لدورة الاقتصاد، فهو يقدم قراءة لمتوسط التغير في أسعار وتكاليف المنتجات التي يدفعها المستهلكون مع مرور الوقت، وبالتالي يكون معيارا لنسبة التضخم في السوق التي يهتم بها جميع المنتجين والمستثمرين ويقومون ببناء خططهم المالية وفقها.
سيقوم الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بإصدار القيمة الجديد لأسعار الفائدة يوم الخميس القادم في تمام الساعة 8:30 صباحا، إذ يلقى هذا الحدق مراقبة واهتمام كبير، خصوصا بعد حركة بدء التعافي للاقتصاد العالمي الذي لم يلبث أن خرج حديثا من أزمة وباء كورونا (كوفيد 19).
وفي حال كان السعر القادم لسعر الفائدة أكبر من المتوقع، فإن ذلك سيشجع المستثمرين على بيع ممتلكاتهم من الأصول التي تكون محفوفة بالمخاطر، بما فيها العملات الرقمية والأسهم وغيرها، ليقوموا بشراء أصول أكثر أمانا مثل السندات.
كيف سيؤثر مؤشر أسعار المنتجين على سعر البيتكوين؟
يعتبر مؤشر أسعار المنتجين PPI أحد أهم المؤشرات الفنية التي تقدم رؤية واضحة عن حالة السوق والضغوط المفروضة عليها، فهو يقدم قياسا لمتوسط التغير في السعر الذي يتلقاه المنتج مقابل سلعته مع مرور الوقت، وبالتالي يشير إلى حجم التضخم في الطرف المنتج الذي يؤثر بدوره على أسعار المستهلك أيضا.
سيقوم بنك الاحتياطي الأمريكي أيضا بإصدار القراءة القادمة لمؤشر أسعار المنتجين مع صباح يوم الخميس القادم، والتي تؤثر على مستوى التضخم والسياسات النقدية بشكل كبير، والتي يراقبها المستثمرون عن كسب، بهدف معرفة مستقبل السوق وكيفية بناء خططهم القادمة لتجنب الاضطرابات أو الأزمات اللاحقة وغير المحسوبة في حال حدوث ارتفاع مفاجئ في أسعار الفائدة.
ويرى مايك ماكجلون، أن مؤشر أسعار المنتجين ينخفض بشكل ملحوظ وبوتيرة متسارعة لم تشهدها السوق العالمية منذ عام 1948، هذا الأمر سيساعد البيتكوين بطريقة ما على توقع مستويات السعر اللاحقة، وتحديد متى سيرتفع أو ينخفض البيتكوين.
يشار إلى أن البيتكوين قد تفاعل إيجابا، بخلاف المتوقع، في المرة الأخيرة التي قام فيها الفيدرالي الأمريكي برفع سعر الفائدة الرئيسي، والذي وصل إلى نسبة 5.5% بع رفعه بمقدار 25 نقطة أساس، ليظهر البيتكوين شمعة خضراء غير متوقعة، إذ من المعروف كيف كان سعر البيتكوين ينهار مع إعلانات رفع سعر الفائدة.
هل سيتم الموافقة على صناديق التداول الفوري للبيتكوين؟
يترقب المستثمرون عن كثب صدور قرار الموافقة من شركة ARK Invest على صندوق التداول الفوري للبيتكوين، فهو صلة وصل بين المستثمرين التقليديين وبين البيتكوين، إذ يمكن للمستثمر التداول في أسهمه مقابل سعر البيتكوين دون شراء البيتكوين.
وفي حال وافقة بالفعل شركة ARK على صندوق البيتكوين ETF، ستكون هي المشاركة المؤسساتية الأضخم في سوق العملات الرقمية والتي ستقدم دعما كبيرا للعملات الرقمية وتتسبب في تحسن أسعارها، والذي سينعكس بدوره على حركة اقتصاد البورصات والأسهم بشكل عام.
وكانت لجنة الأوراق المالية والبورصات (SEC) قد بدأت بالفعل مراجعة طلبات التسجيل لصناديق التداول الفوري على البيتكوين (ETF)، ومن بين الشركات التي سيتم النظر بطلباتها توجد BlackRock وFidelity وWisdomTree Funds وInvesco US وVanEck، بالإضافة إلى Galaxy Digital وARK Investment وBitWise وValkyrie.
وهذا يمهد الطريق للقبول المحتمل لأول صناديق من هذا النوع في الولايات المتحدة، وسيدعم سوق العملات الرقمية بشكل كبير ويرفع من قيمة أهميتها بالنسبة للاقتصاد العالمي التقليدي في العالم الحقيقي، ويجعلها لاعبا ومحركا أساسيا في اقتصاد الدول.
يجري تداول البيتكوين بحدود 29.175 ألف دولار أمريكي، في حين سجلت البيتكوين أعلى قيمة لها عند 29.276 دولار خلال الـ24 ساعة الماضية، وهي تظهر الآن مؤشرات ضعيفة للارتفاع من المحتمل أن تعاود من خلالها الوصول إلى مستوى مقاومة عند 30 ألف دولار مبدئيا، قبل أن تظهر بيانات التضخم وأسعار الفائدة الجديدة، التي ستعطينا تصورا وضحا عن مستقبل البيتكوين وسوق العملات الرقمية للفترة المقبلة.
ما هي أسباب رفع سعر الفائدة؟
إحدى المشكلات التي يواجهها مجلس الاحتياطي الفيدرالي هو تشديد الوضع في سوق العمل، حيث يزداد عدم التوازن بين الطلب على العمال والعرض منهم.
وهذا يؤدي إلى زيادة في أجور العمال، مما يضطر الشركات إلى رفع أسعار منتجاتها وخدماتها لتغطية تكاليف الإنتاج. وبالتالي، يزداد التضخم، أو معدل ارتفاع مستوى الأسعار.
وبالفعل، شهد التضخم ارتفاعا حادا في الأشهر الماضية، حتى وصل إلى 9.1% في نوفمبر من العام الماضي، وهو أعلى مستوى منذ عام 1982.
وبالرغم من أن التضخم تراجع قليلا في ديسمبر إلى 7.1%، إلا أنه لا يزال مرتفعا جدا مقارنة بمستوى ما قبل جائحة كورونا وهدف بنك الاحتياطي الفيدرالي المحافظ على مستوى التضخم حول 2%.