بدأت الولايات المتحدة الأمريكية في تطوير عملاق جديد للبحار، حاملة الطائرات من الفئة “جيرالد فورد”، التي تعد بمثابة قوة عسكرية بحرية غير مسبوقة.
تمثل هذه الحاملة رمزا للقوة والتكنولوجيا العسكرية الأمريكية المتطورة، وتعكس الرغبة المستمرة في الحفاظ على هيمنتها البحرية على مستوى العالم. بطول يزيد على ثلاثة ملاعب كرة القدم ووزن يصل إلى 100,000 طن، تعد حاملة الطائرات جيرالد فورد أكبر حاملة طائرات في العالم ومثالًا حيا على الهندسة البحرية المتطورة والقدرة العسكرية الهائلة.
تحمل هذه العملاقة البحرية في طياتها أحدث الأنظمة الرادارية والأسلحة النارية والصواريخ المضادة للجو، بالإضافة إلى قدرتها على حمل أكثر من 75 طائرة، مما يجعلها قاعدة عسكرية بحرية متحركة قادرة على تحقيق التفوق في المياه الدولية وضمان الأمن والاستقرار الإقليمي.
ومع التطورات التكنولوجية المستمرة والدعم الحكومي القوي، تستعد حاملات الطائرات من الفئة “جيرالد ر. فورد” لتحديد معايير جديدة للقوة البحرية والتفوق التكنولوجي في السنوات القادمة.
تعد حاملة الطائرات “جيرالد فورد” (Gerald R. Ford-class) هي الجيل الجديد من حاملات الطائرات النووية التي تم تطويرها بواسطة قسم Newport News Shipbuilding التابع لشركة Huntington Ingalls Industries لصالح البحرية الأمريكية، ضمن برنامج CVN-21 لحاملات الطائرات.
تم تدشين السفينة الرئيسية، USS Gerald R. Ford (CVN 78)، في عام 2017، وتعد هذه الفئة بديلا لحاملات الطائرات من فئة Enterprise وNimitz. بطول يزيد على 13 ملعب تنس ووزن يبلغ 100,000 طن، تعد USS Gerald R Ford أكبر حاملة طائرات في العالم.
بالنسبة للمواصفات العامة لحاملات الطائرات من هذه الفئة، فإنها تتميز بالأبعاد التالية:
وتعتمد على اثنين من المفاعلات النووية من نوع Bechtel A1B PWR، وتتميز بأربعة محاور للدفع، وسرعة تزيد عن 30 عقدة (56 كم/ساعة)، وعمر خدمة يبلغ 50 عاما. بالإضافة إلى ذلك، يتضمن الطاقم حوالي 508 ضابط و3,789 من المجندين، مع طاقم يتكون من حوالي 2,600 فرد.
فيما يتعلق بالقدرات، فإن حاملات الطائرات من فئة جيرالد فورد تستطيع حمل ما يصل إلى 90 طائرة، بما في ذلك طائرات F-35 Joint Strike Fighter و F/A-18E/F Super Hornet و E-2D Advanced Hawkeye و EA-18G Growler للهجوم الإلكتروني وطائرات الهليكوبتر MH-60R/S، بالإضافة إلى الطائرات والمركبات الجوية بدون طيار.
من حيث التصميم، تحتوي حاملات الطائرات هذه على تحسينات هندسية كبيرة مقارنة بحاملات الطائرات السابقة من فئة نيميتز، حيث تم تصميمها لتحسين قدرتها على إطلاق واسترداد وخدمة الطائرات مع تقليل الطاقم بنسبة تقارب 20٪.
في ظلّ التطورات الجيوسياسية المتسارعة والتحديات الأمنية المتزايدة على مستوى العالم، تظلّ حاملات الطائرات من الفئة “جيرالد فورد” رمزًا للتفوق العسكري والإمكانيات الهائلة التي تحملها البحرية الأمريكية. تجمع هذه العملاقة البحرية بين أحدث التكنولوجيا والقوة النارية المذهلة، ما يمنح الولايات المتحدة قدرة فريدة على حماية مصالحها وتعزيز استراتيجيتها العسكرية على مستوى العالم.
بينما تستعد السفينة الثانية من هذه الفئة، “جون ف. كينيدي”، لدخول الخدمة في العام 2025، تُظهر حاملات الطائرات من فئة “جيرالد فورد” الرغبة الأمريكية المستمرة في الابتكار والريادة في ميدان الدفاع البحري.
ومع توجيه الأنظار نحو المستقبل، تُعد هذه الحاملات بمثابة تذكير قوي بالقدرة البشرية على تحقيق التقدم التكنولوجي وتحويل ميادين المعارك البحرية إلى ساحات للتفوق العسكري والاستعراض القومي، ما يؤكد على الدور الحاسم الذي تلعبه القوى البحرية في تشكيل النظام العالمي وضمان استمرارية الأمن والسلام.