إنجاز علمي جديد: تجربة ارتجاع الليزر من اليابان تُحرز نجاحًا غير مسبوق
أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” عن إنجاز كبير من خلال تجربة ارتجاع الليزر التي تم تنفيذها مع الهبوط الياباني الناجح على سطح القمر. حيث نجح مسبار “Lunar Reconnaissance Orbiter” (LRO) في إرسال نبضات ليزر إلى جهاز الاستشعار المثبت على مركبة الهبوط القمرية “SLIM” التابعة لوكالة استكشاف الفضاء اليابانية “JAXA”، وحصل على إشارات استجابة من الجهاز.
وقد حقق المسبار LRO هذا الإنجاز خلال مروره على ارتفاع 70 كيلومترًا من “SLIM”، حيث قام بإجراء هذه القياسات ليزرًا مرتين. وعلى الرغم من أن LRO قد تعاون مسبقًا مع “SLIM” في ثماني محاولات مماثلة، فإن هذه المحاولتين الأخيرتين فقط هما اللتان أسفرتا عن نجاح في استلام الإشارات.
يعتبر هذا النجاح خطوة مهمة لوكالة “ناسا”، خاصة وأن وضعية المسبار لم تكن مثالية بالنسبة لاستقبال الإشارات، حيث تم تركيب عواكس الليزر عادة على القمة العلوية لمركبات الهبوط. وقد أُثّر الهبوط غير الناجح لـ “SLIM” على مدى إمكانية الاستهداف لجهاز LRO.
وبالتعاون مع فريق “JAXA”، نجح مهندسو برنامج LRO في تحديد الموقع الدقيق للـ “SLIM”، مما سهل عملية التنبؤ بالشروط اللازمة لإرسال الإشارات نحو الجهاز القمري.
وقد صرح “سياولي سان”، رئيس فريق تطوير العاكس الضوئي في مركز غودارد لرحلات الفضاء: “إن مقياس LRO لم يكن مصممًا لمثل هذا الاستخدام المتخصص، وهو ما يجعل اكتشاف العاكس الحجمي القمري بهذا الشكل إنجازًا مثيرًا للإعجاب”.
تجدر الإشارة إلى أن جهاز SLIM قد هبط على سطح القمر في 19 يناير من هذا العام، حيث تمت إضافته إلى قائمة من العواكس الستة التي أرسلتها “ناسا” إلى هناك. ومن المثير للاهتمام أن العاكس القمري SLIM هو الثاني فقط الذي تمكن من إرسال إشارة إلى المسبار LRO.
وفي سياق ذو صلة، سجلت “ناسا” أول تجربة نجاح لإرسال نبضات ليزر من جهاز LRO إلى عاكس آخر في 12 ديسمبر من العام الماضي، حيث كانت وجهته جهاز الهبوط الهندي “Vikram”.
ولتأكيد قيمتها العلمية، فإن هذه العواكس لا تحتاج إلى عملية صيانة أو طاقة، مما يجعل إمكانية بقائها على سطح القمر لعقود طويلة ممكنة، كمعالم مرشدة لمهام الفضاء المستقبلية.
لكن في نهاية مايو الماضي، أعلنت “JAXA” عدم قدرتها على استعادة الاتصال بجهاز SLIM بعد أربعة ليالٍ قمرية، حيث أُدخل الجهاز في حالة السكون، مما جعل جميع محاولات الوكالة فاشلة في استعادة الاتصال والحصول على بيانات الاتصالات.
كانت المهمة الأساسية لجهاز SLIM تتلخص في إثبات تقنية الهبوط بدقة تصل إلى 100 متر، لكن الهبوط اضطر إلى الانقلاب، مما سبب انكسار أحد محركات الجهاز، وتم إيقاف تشغيله بعد خمسة أيام من الهبوط.
