ترندينغ

حريق نينوى: وزير الداخلية يعلق على فاجعة الحمدانية

استيقظ العراقيون على وقع فاجعة كبيرة في صباح هذا اليوم الأليم، حيث شهدت صالة الأفراح في قضاء الحمدانية في محافظة نينوى حادث حريق مدمر أسفر عن وفاة العشرات من المدنيين وإصابة أكثر من 150 آخرين.

ووفقًا للمعلومات الأولية، فإن الحريق اندلع داخل صالة الأفراح وتصاعدت ألسنة اللهب بسرعة، مما أدى إلى اندلاع كارثة مأساوية تسببت في وفاة نحو 100 شخص وإصابة العديد من الآخرين بجروح خطيرة.

وفي تصريح عاجل لوزير الداخلية العراقي لقناة الجزيرة، أكد الوزير أن التحقيقات مستمرة حتى اللحظة، وأن المتهمين بالحادثة قد ألقت العدالة القبض عليهم جميعاً. كما أشار إلى وجود ثغرة في شروط السلامة بالقاعة التي استضافت الحفل، وسيتم كشف المسؤولين عن هذه الثغرة خلال التحقيقات.

وأشار الوزير إلى أنه سيتم إصدار مذكرات توقيف ضد أولئك الذين يثبت تورطهم في تسببهم في الكارثة، وسيتخذ إجراءات لإغلاق الأبنية الوقتية غير الآمنة. وتعهد الحكومة بتقديم تعويضات لذوي الضحايا ومحاسبة كل من قصر وتسبب في هذه الفاجعة الكبيرة.

تبقى هذه الحادثة موضوعًا للمتابعة الدقيقة من قبل الجهات المعنية، حيث يسعى العراقيون إلى الكشف عن ملابسات الحادث وضمان عدم تكرار مثل هذه الكوارث المأساوية في المستقبل.

إعلان الحداد في عموم العراق حدادا على ضحايا قضاء الحمدانية

كما قام محمد شياع السوداني، رئيس الوزراء العراقي، بإعلان الحداد العام في جميع أنحاء العراق لمدة ثلاثة أيام، حدادا على ضحايا حادث حريق الحمدانية المدنيين.

وكان السوداني قد أجرى اتصالا هاتفيا مع محافظ نينوى للوقوف على تفاصيل حادث حريق صالة المناسبات ومعرفة تداعياته، وإرسال ما يلزم من تجهيزات لإنقاذ المصابين.

كما وجه رئيس الوزراء وزارة الصحة ووزارة الداخلية باستنفار كل الجهود لإسعاف المصابين جراء الحادث الأليم.

فيم أعلن محافظ نينوى، نجم الجبوري، عن الحداد العام لمدة أسبوع كامل في نينوى حدادا على ضحايا حريق عرس الحمدانية.

استنفار كامل للأطقم الطبية لإنقاء مصابي حريق الحمدانية

وتشير المعلومات وفق ما ذكره وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، إلى أن فرق الإنقاذ والإسعاف تمكن من إجلاء جميع المصابين في حادث حريق قاعات الأعراس في الحمدانية.

وتم نقل المصابين إلى مشافي نينوى لتلقي العلاج اللازم، في حين تستمر وزارة الصحة بإرسال شحنات الأدوية والمعدات الطبية اللازمة لإسعاف المصابين، وكانت أولى شحنات الأدوية قد انطلقت من مدينة كركوك إلى نينوى في ساعات الصباح الأولى.

وفي بيان للمتحدث باسم وزارة الصحة، سيف بدر، قال أن الوضع مسيطر عليه، والمتابعة دقيقة ومستمرة من مركز الوزارة للحادثة، وإرسال الأدوية وسيارات الإسعاف والفرق الطبية التخصصية مستمر إلى دائرة صحة نينوى.

بعض لقطات شحنات الأدوية والإسعاف التي تم إرسالها إلى قضاء نينوى (1)
بعض لقطات شحنات الأدوية والإسعاف التي تم إرسالها إلى قضاء نينوى (2)
بعض لقطات شحنات الأدوية والإسعاف التي تم إرسالها إلى قضاء نينوى (3)

ما سبب حريق صالة أفراح نينوى في قضاء الحمدانية؟

بعد التقصي عن ملابسات الحادثة في قاعات الأفراح في صالة الحمدانية، أصدر الدفاع المدني بيانه الأول عن الحادثة.

وأشار الدفاع المدني إلى تفاصيل الحداثة، إذ يروي البيان أن قاعة الأعراس مغلفة بألواح الايكوبوند سريع الاشتعال، وهذا مخالف لتعليمات السلامة حسب قانون الدفاع المدني رقم 44 لسنة 2013، وأكدت أن الصالة تفتقر لمتطلبات السلامة والحماية من الحريق، فهي غير مجهزة بأجهزة إنذار الحرائق وأجهزة الإطفاء الرطبة.

وتسبب الحريق بانهيار عدة أجزاء من قاعة الأعراس، بسبب استخدام مواد زهيدة التكلفة وسريعة الاشتعال في بناء الصالة الداخلي أيضا، والتي تنهار صلابتها خلال دقائق فقط عند الاشتعال.

أما عن سبب الحريق، فتشير معلومات التحقيق الأولية إلى أنه قد تم استخدام ألعاب نارية خلال حفل الزفاف داخل الصالة، الأمر الذي تسبب بنشوب حريق داخل الصالة سرعان ما انتشر وتفاقم الأمر بشكل سيء للغاية.

وما تزال التحقيقات مستمرة لمعرفة مجريات ما حدث، إذ تم استدعاء خبير الأدلة الجنائية للتعرف على سبب الحريق والتأكد مما تم التوصل إليه من معلومات حتى الآن، ليتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المقصرين والمسببين لهذا الحريق.

وأكدت وزارة الداخلية أن الحريق كان بسبب عدم اتخاذ إجراءات السلامة والحماية اللازمة، وهو ناجم عن تقصير كبير وليس جنائيا أو متعمدا.

كما قامت الوزارة بإصدار أمر قبض بحق 4 من أصحاب صالة الأفراح التي حدثت فيها فاجعة الحريق، ليتم معرفة أسباب التقصير ومحاسبتهم وفق القوانين النافذة.

ردود الأفعال على حريق قضاء الحمدانية في نينوى

أما عن رد السفارة الأمريكية في بغداد، فقد أعلنت حزنها على الضحايا والمصابين في حفل الزفاف، وأنها تقف بجانب العراق والعراقيين.

كما أعلنت بعثة الاتحاد الأوروبي في العراق تضامنها مع العراق وشعبه في حادثة قاعة الأعراس في قضاء الحمدانية.

في حين ما أعلن ديوان الوقف السني في العراق عن إلغاء جميع احتفالات المولد النبوي الشريف في عموم العراق، حدادا على أرواح ضحايا قاعة الأعراس في الحمدانية.

السعودية تعلق على فاجعة نهر قضاء الحمدانية

أما عن السعودية، فقد أعربت وزارة الخارجية في المملكة العربية السعودية عن تعازيها العميقة ومواساتها الصادقة لذوي الضحايا وحكومة وشعب جمهورية العراق الشقيقة بمناسبة الفاجعة الكبيرة التي هزت محافظة نينوى في العراق. وذلك بعد وقوع حادث الحريق المروع.

وأعربت الوزارة عن تضامن المملكة مع الشعب العراقي في هذا الوقت الصعب، معربة عن خالص تمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين والصبر والسلوان لأسر الضحايا.

كما أعربت عن أملها في أن تتمكن السلطات العراقية من التحقيق في أسباب هذا الحادث المأساوي واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.