تتداول بعض المواقع ومنتديات الأخبار عن قيام شركة بينانس ونانسن بحملة تسريح كبيرة للموظفين لديها، بسبب تداعيات السوق الأخيرة وزيادة نسب التضخم والتكاليف المترتبة على الجهات المشغلة في السوق.
ما حقيقة نية شركات العملات الرقمية تسريح موظفيها؟
وتشير الشائعات إلى أن بينانس تنوي تسريح 20% من موظفيها مع حلول شهر يونيو، من إجمالي عدد موظفيها البالغ تعدادهم 8 آلاف موظف موزعين على مختلف أفرع الشركة حول العالم.
ولكن أكدت بعض المصادر المطلعة لدى شركة WuBlockchain الصينية لأخبار سوق الكريبتو، أن بينانس تنوي بالفعل البدء بحملة تسريح لموظفيها، لكن دون ذكر أي تفاصيل عن نسبة أو عدد الموظفين المراد تسريحهم.
وتعتبر منصة بينانس من منصات العملات الرقمية الأكبر في سوق العملات الرقمية، والتي تحتل مركزا رياديا على المستوى العالمي.
شركة نانسن تنضم لحملة تسريح الموظفين
كما أعلنت شبكة نانسن بالأمس عبر تويتر، عن قراراها بتسريح 30% من موظفيها نتيجة ظروف السوق الراهنة، التي أثقلت كاهل الشركة وغيرها الكثير من المنصات والشركات، الأمر الذي اضطر الشركة لتقليص قوتها العاملة.
وتجدر الإشارة إلى أن شبكة نانسن قد كشفت في وقت سابق عن نيتها تخفيض قوتها العاملة، في وقت كانت تخطط فيه إلى تحسين جودة خدماتها وتبسيط إجراءات المعاملات وخفض تكاليفها.
ويشير أليكس سفانيفيك، الرئيس التنفيذي لشركة نانسن، إلى أن قرار التسريح جاء نتيجة لتولي الشبكة مسؤوليات إضافية خارج خطة عملها، بسبب توسعها ونجاحها بشكل كبير خلال السنوات الأولى، إلى جانب الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها المنتجون والمستهلكون على حد سواء.
تشير المعلومات إلى أن شركة نانسن التي نشأت منذ العام 2020، كانت تمتلك نحو 200 موظف كانوا قد أسهموا على مدار السنوات الماضية إلى معالجة وتحليل بيانات نحو 100 مليون محفظة عبر عدة شبكات بما فيها الإيثيريوم وبوليجون.
زيادة خطيرة في عدد الشركات التي تقوم بالتخلي عن الموظفين
وللأسف يبدو أن حلقة الشركات التي تقوم بتسريح الموظفين تتسع تدريجيا، خاصة مع ازدياد صعوبة العمل وكثرة المتطلبات المفروضة على المنصات، في ظل غياب إطار تنظيمي واضح وصريح يخفف من الأعباء المفروضة على المستثمرين، وهذا ما تؤكده الأخبار التي تفيد بنية Coinbase تخفيض عدد موظفيها بنحو 950 موظف وموظفة أي بنحو 20% من إجمالي الموظفين.
وشهد العام الفائت أيضا العديد من حالات تسريح الموظفين، أمثال شركة LUNO التي سرحت أكثر من 300 متخصص في مجال الكريبتو، أي ما يعادل نسبة 35% من إجمالي القوة العاملة للشركة.
كما أعلنت منصة Gemini أيضا عن تخفيض قوتها العاملة ثلاثة مرات كانت آخرها بتسريح نحو 10% من الموظفين، تلاه إعلان شركة ConsenSys عن تخفيض قوتها العاملة أيضا بنحو 11%، أي حوالي 100 مقعد وظيفي في الشركة.
كما قامت منصة Swyftx الأسترالية بتسريح أكثر من ثلث موظفيها، والبالغ عددهم نحو 90 موظف، متذرعة بأنها جزء من إجراءاتها لتجاوز شتاء العملات الرقمية القاسي بأقل الخسائر الممكنة.
ما هي الخطورة في تسريح الموظفين والمختصين في العملات الرقمية؟
وتكمن خطورة هذه الحملات المتزايدة في تسريح الموظفين وخبراء التشفير، في آثار كبيرة مستقبلا ربما لم ينظر إليها أحد أو يضعونها في الحسبان، وأبرزها هو تراجع مستوى الأداء لدى معظم الموظفين وانخفاض إنتاجيتهم نتيجة عدم الاستقرار الوظيفي.
وتشمل الأخطار أيضا زيادة التخبط في سوق العملات الرقمية، نتيجة التخلي عن الخبرات واليد العاملة التي تضبط عملية التداول الرقمية وتؤمن استقرار السوق واستمرارية إنجاز المعاملات وتنفيذها.
وتزداد المخاطر بازدياد عدد الشركات التي تقوم بمثل حملات التسريح هذه، وخاصة إذا كانت شركات كبرى مثل بينانس أو نانسن أو Coinbase وغيرها، التي ستتسبب بمشاكل على المدى البعيد قد لا يعلم عقباها.
ولكن حاليا يصعب التنبؤ حول الآثار المترتبة على أخبار التسريخ السابقة، خاصة أن شركة بينانس قد أعلنت مؤخرا عن نيتها التوسع في السوق اليابانية وافتتاح فرع جديد لها هناك، إلى جانب تفعيلها خدمة القروض المرتبطة برموز NFTs، مما يعطي حالة من الارتياح بشكل عام، ولكن يبقى علينا ترقب ما سيحدث خاصة في حال حدوث تطورات جديدة تفرضها معطيات الحالة المعنوية والنفسية لسوق العملات الرقمية.