انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي حملة لمطالبة السلطات السعودية بمحاسبة مغرد يدعى معاذ مدخلي، بعد أن نشر تغريدات تحتوي على إساءات ونقص من شأن المرأة السعودية، ووصفها بأقبح الأوصاف.
أثارت تغريدات معاذ مدخلي غضبا واستنكارا واسعين بين المغردين السعوديين، الذين أطلقوا وسم نطالب بمحاسبة معاذ مدخلي للتنديد بتصرفاته والمطالبة بتطبيق القانون عليه. واعتبر الكثيرون أن ما قام به معاذ مدخلي يمثل انتهاكا لحقوق المرأة وازدراء لكرامتها، ويتنافى مع القيم الإسلامية والعربية، ويتجاهل الإنجازات التي حققتها المرأة السعودية في مختلف المجالات.
لم تصدر السلطات السعودية أي تعليق رسمي على الحملة أو على تغريدات معاذ مدخلي حتى الآن.
ولكن يذكر أن المملكة تتبع نظاما قانونيا يحمي حقوق الجميع، ويعاقب كل من يخالفه أو يتجاوز حدوده. وينص القانون السعودي على أنه “يجب احترام الحقوق والحريات الأساسية للإنسان، وعدم التمييز بين الأفراد بسبب الجنس أو العرق أو اللون أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو الاجتماعي أو غير ذلك.
تعكس هذه القضية الحساسية التي تحيط بموضوع المرأة في المجتمع السعودي، والتحديات التي تواجهها في ظل التغييرات الكبيرة التي تشهدها المملكة في السنوات الأخيرة.
فقد شهدت المرأة السعودية تمكينا غير مسبوق في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية، بفضل الإصلاحات التي أطلقها أحمد بن سلمان، والتي تهدف إلى تحقيق رؤية 2030، والتي تضمنت منح المرأة الحق في القيادة والسفر والعمل والتعليم والمشاركة السياسية والحرية الشخصية. ولكن هذه التغييرات لم تحظ بتأييد كاف من بعض الفئات المحافظة في المجتمع، التي تعتبر أنها تمس بالتقاليد والعادات والهوية السعودية، وتحاول الحد منها أو الرد عليها بطرق مختلفة، منها النقد والسخرية والتشويه والتحريض والتخوين. وهذا ما يجعل القضية أكثر من مجرد تغريدات مسيئة، بل تعبر عن صراع بين رؤيتين متناقضتين للمستقبل السعودي.