أثارت القضية الإنسانية للشيخ حميد القريقري، الشيخ الذي تجاوزت خبرته العميقة العقبات القاسية ليظهر برهانا على العفو والشفقة.
في لحظات مؤثرة ومشحونة بالمشاعر، كشف الشيخ حميد القريقري تفاصيل قراره البارز بالعفو عن قاتل ابنه أحمد القريقري – رحمه الله. تحدث الشيخ الكريم عن تفاصيل تلك اللحظات الحاسمة، حيث كانت إرادته واضحة في البقاء ملتزما بقانون القصاص، إلا أن تدخل العفو ورحمة الله غيرت أحداث اللحظة بالكامل.
المفاجأة المؤلمة كانت في اكتشاف الواقع الصعب الذي يواجهه القاتل، حيث علم القريقري أنه وحيد أمه، وهو ما زاد من وطأة المأساة، مشيرا إأنه تنازل عن القاتل في ساحة القصاص.
وفي تصريح إنساني، أكد الشيخ القريقري أنّه لم يكن يعتزم العفو في البداية، ولكن توفيق الله وإرادته الإلهية جعلت العفو النهائي أمرًا ممكنًا. وأشار إلى أنه تم التنازل عن حق القصاص بمثابة فعل إنساني نبيل، مؤكدًا بذلك تضحيته الكبيرة لقوله تعالى: “فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ”.
ردود الفعل التي انهالت عبر وسائل التواصل، شكلت تحية لعمق التسامح والعفو، حيث عبّر الكثيرون عن إعجابهم وإكبارهم لعمل الشيخ حميد القريقري وإحسانه، مُبرزين أن هذا العفو الكبير يُلامس أعماق الإنسانية.
من بين تلك الردود، أطلق سعيد القحطاني كلمات الامتنان، مُبديًا تقديره العميق للشيخ وعائلته، وداعيًا للرحمة على ابنهم أحمد القريقري. كما أشاد فيصل بن حثلين بعظمة العفو الذي تجلى في ساحة الحكم، مؤكدًا أن هذا العمل النبيل يُحفر في ذاكرة الوطن.
في لمحة من الوفاء والرحمة، برزت قصة عفو حميد القريقري، تحمل رسالة عالمية في تقدير الإنسان للإنسان، مُظهرة بوضوح أن الرحمة والعفو هما أسمى مظاهر العظمة الإنسانية.
هذه الصفحة البيضاء في سجلات العفو تعكس تمامًا بأن الإنسانية لا تزال حية ومتجددة، وأن عبق التسامح والرحمة قادر على تحويل أصعب اللحظات إلى دروس تاريخية في الرحمة والعظمة.
في يومٍ عادي، في حي الحمدانية شمال جدة، شرق الخط السريع، كانت تدور أحداث قصة لن تُنسى. قصة الشاب الشهيد أحمد القريقري، ابن الـ21 ربيعاً، والذي توفي بسبب جريمة بشعة وقعت في محل تجاري لبيع العبايات النسائية.
في ذلك المحل، كانت تعمل فتاة سعودية من قبيلة أخرى. وفي يومٍ مشؤوم، زار المحل مجموعة من المتحرشين وقاموا بالتحرش اللفظي ومعاكسة الموظفة. فقامت بإبلاغ صاحب المحل، الذي قام من جهته بتقديم بلاغ للشرطة وإرسال الشاب أحمد إلى المحل.
لكن الموضوع تفاقم بعد وصول أحمد. خرج الموضوع عن السيطرة بين أحمد والشابين المتحرشين. فركب المتحرشون سياراتهم وهربوا من الموقع.
ولكن، في وقت لاحق بعد صلاة العشاء، عاد المتحرشون وكان معهم ستة آخرون. فور وصولهم إلى المحل، أرادوا إثارة مشكلة. فأوقفوا سياراتهم أمام المحل وبدأوا في الترصد. وفور خروج خال أحمد من المحل، قاموا بضربه وسحله هو وأحمد.
أثناء هذه الفوضى، قام مترك بن عائض بن حمد المسردي القحطاني، 26 سنة، رقم هوية: 1098489188، بطعن أحمد عدة طعنات غائرة. حاولت الشرطة إبعاد مترك بإطلاق عدة طلقات، لكنه لم يستجب. بل كان يرفع السكين متفاخرا دون أدنى استجابة للسلطات.
وفي وقت سابق انتشر هاشتاغ #القصاص_لمترك_بن_عايض بشكل كبير على منصات التواصل الاجتماعي وخصوصا تويتر، حيث أراد اشعب السعودي القصاص من مترك بن عايض.