تتلخص الخطة الإسرائيلية في تهجير كافة أهالي شمال قطاع غزة، بوصفها المناطق المستخدمة في هجمات العبور على المستوطنات الإسرائيلية الأكثر كثافة سكانية، وأيضا نقطة لانطلاق الصواريخ باتجاه مدن العمق.
إسرائيل تنوي تهجير سكان شمال غزة وإقامة منطقة عازلة
وبخلاف ما يعتقده الكثيرون بأن التهجير هو عملية مؤقتة لتأمين الهجوم البري الذي تتحدث عنه وزارة الحرب الإسرائيلية، يريد جيش الاحتلال صناعة منطقة عازلة خالية إلى الأبد من السكان، كي تضمن تأمين سكان مستوطنات الغلاف.
وأشار أكثر من مسؤول إسرائيلي إلى ذلك بتكرار تصريحات حول مساحة قطاع غزة ستتقلص بعد انتهاء الحرب، ولن يعود سكان الغلاف طالما أهالي شمال غزة بجانبهم، وغيرها الكثير.
وقد اطلع تساحي هنبغي، وزير الخارجية الأمريكي، على خطة التهجير. وفي هذا السياق يمكن أن ندرك أن وحدة المواقف المصرية والعربية عموما التي تعارض خطة التهجير أو التوطين إلى شبه جزيرة سيناء تأتي في سعي منهم لمنع إنشاء منطقة عازلة، ولكن ليست مبررا لعدم تدخلهم لإنقاذ الوضع الإنساني في غزة الذي أصبح كارثيا.
ونأمل أن نرى مساحة الأراضي المحتلة ومستوطنات الاحتلال في الجولان وفلسطين هي التي ستتقلص بعد انتهاء هذه الحرب.
مجزرة المعمداني في غزة تستفيض الشعوب العربية دونا عن حكوماتها
وكانت إسرائيل بالأمس قد قامت بارتكاب أكثر مجازرها ترويعا وشناعة بحق الفلسطينيين، وذلك من خلال قصها لمستشفى الأهلي المعمداني الذي كان يعج بالمدنيين والأطفال، الأمر الذي أدى لاستشهاد أكثر من 600 فلسطيني وإصابة المئات دون وجود مأوى لهم أو علاج أو غذاء في ظل حصار مطبق على كامل غزة.
وفشلت البرازيل في أن تحصل على قرار بوقف إطلاق النار في غزة خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن، وذلك بعد رفض كل من أمريكا وفرنسا وبريطانيا هذا القرار باستخدام حق النقض “الفيتو”، مع تصويت عدة دول أخرى لصالح الرفض، في موقف يثبت إجرامهم وعدوانيتهم تجاه الفلسطينيين.
أما عن مندوبة جنوب أفريقيا في الأمم المتحدة، فقالت أن إسرائيل متورطة في جريمة حرب، ويجب أن تحاسب في المحكمة الجنائية الدولية على كل جرائمها.
وشهدت عدة دول عربية وإسلامية وعالمية اليوم، انطلاقا من ليلة الأمس، تظاهرات حاشدة منددة بالعدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين الأبريا، ومطالبين بإنهاء الوجود الإسرائيلي واحتلاله للأرض الفلسطينية، وإيقاف الحصار وإعلان الدولة الفلسطينية حرة أبية.
أما عن التطورات في الجنوب اللبناني، فقد أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن اليوم شهد إطلاق 10 صواريخ مضادة للدروع من الأراضي اللبنانية باتجاه المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، دون أن يشير لحجم الأضرار. بينما تحدثت المقاومة الإسلامية وكتائب حزب الله عن تحقيق إصابات مباشرة في صفوف الجيش الإسرائيلي الإرهابي بين قتيل وجريح.
وعن آخر إحصائيات الضحايا، فقد ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى أكثر من 3500 شهيد حتى الآن، بينما تجاوز عدد الإصابات حاجز 12 ألف إصابة. أما عن الخسائر في صفوف الإسرائيليين، فقد ارتفع عدد القتلى إلى أكثر من 2000 قتيل ونحو 4500 جريح الكثير منهم في حالة خطرة.
الضمير العربي تعفن على منابر التطبيع الإسرائيلية
ويعيش العالم بأسره الآن حالة من الاستنفار الكبير عقب قيام كيان الاحتلال الإسرائيلي الإرهابي بقصف مستشفى الأهلي المعمداني الذي راح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى في مشاهد أبكت الإنسانية جمعاء ونسفت كل المبادئ والقيم، في ظل صمت مدقع ومخزي من العرب والمسلمين، يكتفون بترديد الشعارات والتنديد من أماكنهم وبيوتهم، بينما الأطفال في فلسطين مشردون والنساء تبكي دما على فراق أبناءها والآباء مشلولون في مكانهم من هول المشهد الذي تشهده غزة.
وتستمر آلة الحرب والإبادة الصهيوأمريكية بقصف المواطنين الأبرياء في بيوتهم وهم عزل من السلاح ومن كل مقومات الحياة، فأين العالم من هذا وأين منظمات حقوق الإنسان ومجلس الأمن ومؤسسات الدفاع المدني، أين هي المنظمات الإنسانية ومديريات الأوقاف والتجمعات الدينية، أين هم أصحاب القضية الذين نادوا باستقلال فلسطين 75 عاما من على منابرهم، بينما يقتل الأبرياء واحدا تلو الآخر، ويكتفي الإعلام بتغيير عدادات الضحايا على شريط أخبارهم المغمس برائحة العار واللاإنسانية.
بدلا من التضامن بالأجساد وبالدماء مع فلسطين، يكتفي هذا وذاك بالتنديد وإصدار البيانات، ويأتي أنجاس أمريكا ليدعموا طفلتهم المدللة إسرائيل ويرمون بالتهم على أبطال المقاومة في فلسطين، ويصوروا للعالم بأن مجزرة المعمداني من صنع أيادي فلسطينية، بل الإجرام هو صمت العرب والمسلمين عما يجري بحق الأطفال والأبرياء في غزة، والاكتفاء بمشاهدة صور أشلاء الأطفال ومشاركتها على حسابات الفايسبوك لحصد التفاعل والإعجابات وإظهار أنهم من مناصري القضية الفلسطينية. ألا لعنة الله على كل منافق يدعي الإسلام والمسيحية وهو يقف متفرجا على مجازر ستبقى رائحة دمائها حتى يوم القيامة.
إن الكلمات عاجزة عن وصف هذا الكم الهائل من الخزي والعار، ولا يسعني إلا أن أقول حسبنا الله ونعم الوكيل، حسبنا الله سيؤتينا من فضله.. إنا إلى الله راغبون.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
السلام عليكِ يا فلسطين حتى يبلغ السلام منتهاه.. السلام عليكِ حتى يرضى الشهداء هذا السلام.. السلام عليكِ وعلى أبناءك وأطفالك الشرفاء القديسين الذين لبوا نداء ربهم وحازوا أعلى مقام في الآخرة.. بشراكَ يا أقصى فشهداؤك أحياء عند ربهم يرزقون.. لبيكَ يا أقصى.. لبيكِ فلسطين.. لبيكِ يا غزة.. يا جنة الله على الأرض.