كشفت إحدى الدراسات الدولية الجديدة تأثيرات الهجرة على السكان القدماء في الدنمارك، حيث اكتشف الباحثون تحولات كبرى في تكوين السكان خلال الـ7300 عاما الماضية. وأظهرت الدراسة المنشورة في مجلة Nature أن هناك تحولين جذريين في سكان الدنمارك، حيث تمت إبادة الصيادين وجامعي الثمار السكان الأصليين تقريبا عندما وصل مزارعو العصر الحجري الحديث من تركيا إلى المنطقة منذ حوالي 5900 عام.
وأشارت المؤلفة المشاركة للدراسة إلى أن هذا التحول كان أقرب إلى العنف، حيث تسببت الموجة الجديدة من المزارعين في إبادة جماعية وانتقال الأمراض من الماشية إلى السكان الأصليين. وعلى مدى الآلاف من السنين، شهدت الدنمارك تغيرا شبه كاملا في تكوين سكانها وثقافتهم، حيث تأثرت البلاد بمجموعات جينية متنوعة من مختلف مناطق أوروبا والشرق الأوسط.
وفي حوالي 4850 عاما، شهدت الدنمارك موجة هجرة ثانية من الرعاة والمزارعين الوافدين من سهوب الأناضول، ما أدى إلى فترة جديدة من القتل والمرض. وعلى الرغم من بدايات عنفية ملتهبة، فإن تكوين السكان في الدنمارك استقر بمرور الوقت، وأصبحت الدنمارك اليوم ثاني أكثر الدول أمانًا في العالم.
ويشير الباحثون إلى أن هذه الاكتشافات تعزز فهمنا لتأثيرات الهجرة والتغيرات الديموغرافية على الحضارات القديمة، وتسلط الضوء على تطور الثقافات الإنسانية على مر الزمن.