دراسة جديدة تكشف دور روبوتات الدردشة في تقليل إيمان الأفراد بنظريات المؤامرة
أظهر بحث علمي حديث أن روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي يمكن أن تلعب دورًا فعالًا في التصدي لنظريات المؤامرة، مما يزيد من الأمل في استخدامها كأداة لتحسين الوعي العام، بدلاً من تعزيز هذه النظريات.
وأكد الباحثون على أهمية هذا الموضوع، حيث أن الإيمان بنظريات المؤامرة قد يفاقم التوترات السياسية ويؤثر سلبًا على العلاقات الأسرية والاجتماعية. وهدفت الدراسة إلى تصميم أدوات تساعد الأفراد في التغلب على هذه المعتقدات الخاطئة.
وقد أظهرت النتائج أن المحادثة مع روبوت دردشة حول نظرية مؤامرة معينة يمكن أن تقلل من إيمان الشخص بها بمتوسط يصل إلى 20%. وقد تم تسجيل هذا الانخفاض حتى بالنسبة للأشخاص الذين كانت تلك المعتقدات راسخة لديهم.
وأوضح الباحث “توم كاستيلو”، أستاذ علم النفس المعرفي، أن هذا التدخل ليس حلاً سحريًا، ولكنه يشكل دليلاً إيجابيًا على إمكانية فعالية مثل هذه المبادرات، مشبهاً ذلك بفتح باب النفق لمشاهدة الضوء.
وتضمنت الدراسة مشاركة أكثر من 2100 متطوع، حيث تم طلب منهم شرح نظرية مؤامرة يرونها مقنعة، ثم خاضوا في حوارات متعددة مع نظام ذكاء اصطناعي يسمى “DebunkBot”، وهو نظام يعتمد على نموذج GPT-4. وتم تصميم هذا النظام لإقناع المشاركين بأن نظرياتهم خاطئة.
وبعد انتهاء المحادثات، طُلب من المشاركين إعادة تقييم إيمانهم بتلك النظريات. تابعت الدراسة تفاعل حوالي 1000 مشارك بعد شهرين، وأظهرت النتائج أن تأثير تخفيض الإيمان بالنظريات المؤامرة لا يزال مستمرًا.
وفي حين أن روبوتات الدردشة معروفة أحيانًا بعدم الدقة، أشار الباحث “كورت جراي” إلى أن دراسة الحالة أثبتت قدرة نموذج GPT على الدفاع عن الحقيقة بفعالية، رغم المخاوف المتعلقة بقدرة الأفراد المتمسكين بنظريات المؤامرة على التفاعل مع هذه الأنظمة.
واقترح الباحثون استخدام روبوتات الدردشة في الأوقات التي يبحث فيها الأشخاص عن معلومات مرتبطة بنظريات المؤامرة، لكنهم حذروا من أن ظهور هذه التكنولوجيا قد يُسهم في ظهور نظريات مؤامرة جديدة حول وجودها، مما قد يؤثر سلبًا على المستفيدين منها.
في الختام، تؤكد الدراسة على أن تكنولوجيا روبوتات الدردشة تمتلك إمكانيات مزدوجة، حيث يمكن أن تساهم في تقوية الديمقراطية والوعي، بينما قد تُستغل أيضًا من قِبل عناصر سلبية للتلاعب بالحقائق.
