السجائر الإلكترونية غالبا ما تُعرض على أنها بديل أكثر أمانا للتدخين التقليدي أو كوسيلة تساعد المدخنين على التخلص تدريجيا من هذه العادة الضارة. ولكن البحث الذي أُجري من قبل علماء أتراك أشار إلى أن السجائر الإلكترونية (الفيبينغ) يمكن أن تقلل من خصوبة الذكور بنفس القدر تقريبا مثل التدخين التقليدي.
ولفحص تأثير السجائر الإلكترونية والتدخين التقليدي على الجهاز التناسلي، أجرى الباحثون سلسلة من التجارب على ذكور الفئران البالغة من سلالة فيستار. قاموا بتقسيم 24 حيوانا إلى ثلاث مجموعات (واحدة منها كانت مجموعة ضابطة)، ثم تعرضوا لبخار السجائر الإلكترونية أو دخان التبغ في حاوية زجاجية خاصة.
واستخدم الباحثون في التجربة سجائر من نوع Winston، وكانت السجائر الإلكترونية من نوع eGo Aio من شركة Joyetech مع سائل يحتوي على بروبيلين جلايكول وجلسرين نباتي ونسبة 0.6 ملغ نيكوتين لكل مليلتر، وكانت بدون مواد معطرة أو نكهات.
وقاموا بقياس مستوى النيكوتين في البول ووزن الخصيتين ومؤشر الخصيتين/الجسم (النسبة المئوية لوزن الخصيتين إلى وزن الجسم) وعدد وحركة الحيوانات المنوية وتحليل أنسجة الخصيتين والمؤشرات الكيميائية. ثم قارنوا النتائج بنتائج المجموعة الضابطة التي لم يتعرض أفرادها للنيكوتين.
أظهرت النتائج أن لدى الفئران التي تعرضت لبخار السجائر الإلكترونية ودخان التبغ انخفاضا في حجم الخصيتين، وتشوه في أنابيب النقل الحيواني، وتقسيم وموت الخلايا الجنسية وخلايا سرتولي. في الحالات الشديدة، شهدوا توقف إفراز الخلايا الجنسية، وتشكل فراغات، ونخر، وأظهرت التحاليل أيضا ارتفاعا في مستوى مؤشرات التوتر.
كمية الحيوانات المنوية لدى الفئران التي تعرضت لبخار السجائر الإلكترونية كانت أقل قليلا منها لدى الحيوانات في المجموعة الضابطة: 95.1 مليون حيوان منوي لكل مليلتر مقابل 98.5 مليون حيوان منوي لكل مليلتر. كان الأمر أسوأ بالنسبة للفئران في المجموعة “التبغية” حيث بلغ عدد الحيوانات المنوية 89 مليون حيوان منوي لكل مليلتر، وكانت الخصيتين لهؤلاء الفئران الأصغر حجمًا بين المشاركين في التجربة، وذلك وفقا للمجلة العلمية “Revista Internacional de Andrología“
في الختام، أشار الباحثون إلى أن نتائج الدراسة تشير إلى تغيير في تشريح الخصيتين وفحص السائل المنوي ومؤشرات التوتر الأكسدة لدى الفئران التي تعرضت لتأثير الدخان وبخار السجائر الإلكترونية. وأعربوا عن نية استمرار أبحاثهم في هذا الاتجاه لزيادة المعرفة حول تأثير السجائر الإلكترونية (الفيبينغ) على صحة الذكور، وهذا مهم نظرا لانتشار الأفكار الخاطئة حول أمان السجائر الإلكترونية وشهرتها المتزايدة بين الشباب.