بسم الله الرحمن الرحيم
يعانق الليلُ القلب بظلامه الكثيف، وأنت هنا تقف أمام عتبات السماء، تنادي بدعاءٍ ينبعث من أعماق الروح، دعاءٌ يحمل شوقَ العارفين ويسرِّح بين حروفه حكمةً من ربِ العالمين.
“يا رب افتح لي فتوح العارفين بحكمتك، فإنه لا يعجزك شيء في الأرض ولا في السماء.”
هذه الكلمات، كالنداء الصادق الذي يصل إلى الله، تتردد في سماء الروح، تتغنى بقدرة الخالق الذي لا يعرف له حدود، ولا يمنعه شيء عن إعطاء عباده ما يحتاجون إليه.
“يا رب يا أرحم الراحمين، افتح لأدعيتي أبواب الإجابة ولا تردني خائبا.”
همساتٌ تمتزج فيها الضراوة بالأمل، والتوجُّه بالتوسل، تترسخ في عمق الوجدان، تتسلل إلى كل شبر من القلب، تعلن الاستسلام والاعتراف بقدرة الله ورحمته الواسعة، التي لا تعرف حدوداً، ولا تعترف بحاجز يفصل بين الله وعباده.
“يا من تقول للشيء كن فيكون قل لنجاحي كن ليكون بكرمك ولطفك يا رب. يا رب قدر لي الخير كله في الدنيا والآخرة وقر عيني بالنجاح والتوفيق والسداد. اللّهمّ آمين.”
في هذه الكلمات، ترنّم القلب بشوقه لنور الهداية، وضياء النجاح، وسداد الطريق. يا ربّ، بكلماتٍ تحمل في طياتها دعاءً صادقًا، نرفع أكف الضراعة، نستجير برحمتك، نتوسل إلى عظمتك، فكن لنا يا ربّ بكلِّ عظمتك وجودك وفتح أبواب الرحمة والنجاح لنا.
إنها رحلة الإيمان، تتخللها دعوات الروح ونغمات القلب، نسير فيها بثقة، ونستند إلى قوة الرب الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.
فلنستمع بقلوبٍ متفتحة وأذهانٍ متأملة، لهذه الدعوات الصادقة التي تتردد في سماء الإيمان، فإنها تحمل في طياتها معانٍ عميقة، تتغنى بقدرة الله ورحمته، وتنير دروب الظلمة بنور الهداية.
“اللّهمّ آمين”.