شهر رمضان هو شهر الدعاء والتقرب إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة والأذكار والأدعية. فالدعاء هو عبادة عظيمة وسبب لنيل الخيرات ودفع الشرور. وفي هذا المقال سأشرح لك معاني دعائين وفضائلهما وأحكامهما.
الدعاء الأول:
اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيَّ فِيهِ الْإِحْسَانَ، وَكَرِّهُ فِيهِ الْفُسُوقَ والعصيانَ وَحَرِّمْ عَلَيَّ فِيهِ السَخَطَ وَالنِّيرَانَ بِعَوْنِكَ يا غياث المستغيثين.
ومعنى هذا الدعاء هو أن المسلم يسأل الله تعالى أن يجعله في شهر رمضان من الذين يحبون الإحسان، وهو أن يعبد الله كأنه يراه، أو يعبد الله وهو يعلم أن الله يراه. وأن يجعله من الذين يكرهون الفسوق والعصيان، وهما مخالفة أوامر الله ونواهيه. وأن يجعله من الذين يحرمون على أنفسهم السخط والنيران، وهما غضب الله وعذابه في الدنيا والآخرة. وأن يعينه على ذلك بمعونته ونصره، فهو يا غياث المستغيثين، وهو الذي ينجي عباده من الشدائد والمحن.
وفضل هذا الدعاء هو أنه يحتوي على طلب الخيرات والبركات والتقوى والمغفرة والنجاة من الشرور والمعاصي والعقوبات. وهذه هي الأمور التي يحتاجها المسلم في شهر رمضان وفي كل وقت. وقد قال الله تعالى:=جك
{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}.
[غافر: 60]
الدعاء الثاني:
اللَّهُمَّ اجْعَلَنِي فِيهِ مِنَ المُتَوَكِلِينَ عَلَيْكَ، وَاجْعَلني فيهِ مِنَ الفائِزينَ لَدَيْكَ، واجعلني فيه مِنَ المُقَرَّبِينَ إليك بإحسانك يا غاية الطالبين.
ومعنى هذا الدعاء هو أن المسلم يسأل الله تعالى أن يجعله في شهر رمضان من الذين يتوكلون عليه، وهو أن يعمل بأسباب الخير والشر ويسلم أمره إلى الله ويثق بحكمته وقدرته. وأن يجعله من الذين يفوزون لديه، وهو أن ينال رضاه ومغفرته وجنته. وأن يجعله من الذين يقربون إليه بإحسانه، وهو أن يعبده بخشوع وإخلاص ومحبة وطاعة. وأن يجعله من الذين يتوجهون إليه بحاجته ودعائه وشكره، فهو يا غاية الطالبين، وهو الذي يقضي حاجات عباده ويستجيب لدعواتهم.
وفضل هذا الدعاء هو أنه يحتوي على طلب الصفات الحميدة والأعمال الصالحة والمنازل العالية عند الله تعالى. وهذه هي الأمور التي يحتاجها المسلم في شهر رمضان وفي كل وقت.