شهر رمضان هو شهر الغفران والرحمة والعتق من النار. وفيه تتضاعف الثوابات وتمحى الذنوب. وفيه تستجاب الدعوات وتقبل الأعمال. وفي هذا المقال سنتناول بعض الأدعية الرمضانية التي ينبغي على المسلم أن يدعو بها في هذا الشهر الفضيل ونشرح معانيها وفضائلها.
الدعاء الأول:
اللَّهُمَّ اجعلني فِيهِ مِنَ المُستَغْفِرِينَ، وَاجْعَلني فيه مِن عِبادِكَ الصَّالحين القانِتِينَ، واجعلني فِيهِ مِن أَوْلِيَائِكَ الْمُقَرَّبِينَ، بِرَأفَتِكَ يا أَرْحَمَ الرّاحمين.
هذا الدعاء يعني: يا الله، اجعلني في هذا الشهر الكريم من الذين يستغفرونك كثيراً ويندمون على ذنوبهم ويتوبون إليك، واجعلني من عبادك الصالحين القانتين الذين يطيعونك ويخشونك ويحبونك، واجعلني من أوليائك المقربين الذين ينالون منك الولاية والمحبة والمعروف، برأفتك ولطفك وكرمك يا أرحم الراحمين.
هذا الدعاء يدل على أن المسلم يسأل الله تعالى أن يغفر له ذنوبه ويتجاوز عن سيئاته، وأن يزكيه ويطهره من الدنس والرجس، وأن يرفعه ويكرمه بالقرب منه والصحبة معه.
وقد قال الله تعالى:
{وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا}
[النساء: 124].
وعد الله المؤمنين جميعا بدخول الجنة إذا عملوا أعمالاً صالحة ولا يظلم الله هؤلاء الذين يعملون الصالحات من ثوابِ عملهم، مقدارَ النُّقرة التي تكون في ظهر النَّواة في القلة
الدعاء الثاني:
اللهم اجعل صيامي فيه صيام الصائمين،
وقيامي فيه قيام القائمين،
ونبهني فيه عن نومة الغافلين،
وهب لي جرمي فيه يا إله العالمين
واعف عني يا عافياً عن المجرمين
هذا الدعاء يعني: يا الله، اجعل صيامي في هذا الشهر الكريم صياماً مقبولاً عندك، وقيامي فيه قياماً مشكوراً لديك، ونبهني فيه عن النوم والكسل والتفريط في العبادات، واهب لي فيه مغفرة ذنوبي وعتق رقبتي من النار، واعف عني وارحمني ولا تعذبني يا من تعفو عن العباد وترحمهم.
هذا الدعاء يدل على أن المسلم يسأل الله تعالى أن يتقبل منه صيامه وقيامه ودعائه وذكره، وأن يجعله من الفائزين بالجنة والناجين من النار، وأن يوقظه من غفلته وسهوه ونسيانه، وأن يغفر له ذنوبه ويعافيه من عقوبته.
وقد قال الله تعالى:
{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}
[البقرة: 222].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه” [رواه البخاري ومسلم].