رمضان شهر الصيام والقيام، يحمل في طياته ليالي مفعمة بالروحانية والسكينة. في هذا الشهر الفضيل، يتعالى صوت الدعاء بين جنبات البيوت والمساجد، حيث يتوجه المسلمون بقلوب خاشعة إلى الله تعالى طلبًا للمغفرة والرحمة والعتق من النيران.
“اللَّهُمَّ اجْعَلَنِي فِيهِ مُحِبّاً لِأَوْليائِكَ، وَمُعادِياً لأعْدائِكَ، مُسْتَنَا بِسُنَّةِ خاتم أنبيائك، يا عاصم قلوب النَّبيِّينَ.”
يعكس هذا الدعاء مبدأ الولاء والبراء، حيث يطلب الداعي من الله أن يجعله محبًا لأولياء الله ومعاديًا لأعدائه، متبعًا سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. يُظهر الدعاء الرغبة في الحفاظ على قلب متمسك بالإيمان، مستلهمًا من صفات النبيين في الثبات والحماية من الفتن.
“اللَّهُمَّ إِنِّي أسألُكَ فِيهِ ما يُرضيك، وَأَعُوذُ بِكَ مِمَّا يُؤذيك، وأسألُكَ التوفيق فيه لأن أطيعك ولا أعْصِيَكَ، يا جواد السائلين.”
يسعى المسلم في هذا الدعاء إلى طلب العمل بما يرضي الله والاستعاذة من كل ما يؤذيه. يتضمن الدعاء طلب التوفيق للطاعة والبعد عن المعصية، مؤكدًا على كرم الله وسخائه في استجابة دعوات السائلين.
الدعاء في رمضان يمثل سلمًا يصعد به المؤمن نحو السماء، متوسلاً بالأمل والإيمان. إنه الوقت الذي يفتح فيه الله أبواب السماء ليستمع إلى نجوى عباده، مانحًا إياهم الفرصة للتعبير عن أعمق مشاعرهم وأصدق أدعيتهم.