شهر رمضان هو شهر الطاعة والإخلاص والقبول. ومن أفضل العبادات التي يجب على المسلم أن يكثر منها في هذا الشهر الفضيل هي الدعاء. فالدعاء هو مخ العبادة وسلاح المؤمن ومفتاح الفرج. وقد وردت في السنة النبوية الشريفة أدعية رمضانية مختصة بكل يوم من أيام الشهر الكريم. وفي هذا المقال سنتعرف على بعض منها ونشرح معانيها وفضائلها.
الدعاء الأول:
اللَّهُمَّ قُونِي فِيهِ عَلَى إِقَامَةِ أَمْرِكَ، وَأَذِقنِي فِيهِ حَلَاوَةِ ذِكْرِكَ، وَاَوْزِعْنِي فِيهِ لِأَداءِ شُكْرِكَ بِكَرَمِكَ، وَاحْفَظْنِي فِيهِ بِحِفْظِكَ وَسَتْرِكَ يا أَبْصَرَ النَّاظِرِينَ.
هذا الدعاء يعني: يا الله، اعنني في هذا الشهر الكريم على أن أطيعك وأن أنفذ أوامرك وأن أجتنب نواهيك، واجعلني أشعر بلذة وسعادة الذكر والدعاء والتسبيح والتهليل، واقسم لي من وقتي وقوتي ما يكفيني لأن أشكرك على نعمك وفضلك وكرمك، واحفظني من كل سوء وشر ومكروه، واستر علي من كل عيب وذنب وخطيئة، يا من ترى كل شيء ولا يخفى عليك شيء.
هذا الدعاء يدل على أن المسلم يسأل الله تعالى أن يمنحه التوفيق والسداد والهداية في شهر رمضان، وأن يزيده إيماناً وتقوى ويقيناً، وأن يرزقه الشكر والحمد والثناء على نعمه ومنه، وأن يحميه من كل ما يضره في دينه ودنياه، وأن يغفر له ذنوبه ويستر عليه عيوبه.
وقد قال الله تعالى:
{وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
[الأنفال: 45].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال حين يسمع المؤذن: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، رضيت بالله رباً وبمحمد رسولاً وبالإسلام ديناً، غفر له ذنبه” [رواه مسلم].
الدعاء الثاني:
اللَّهُمَّ قَوْنِي فِيهِ عَلى إقامة أمرك، وأذقني فيهِ حَلاوَةِ ذِكْرِكَ، وَأوزعني فيه لأداء شُكْرِكَ بِكَرَمِكَ، وَأحفظني فيه بحفظك وسَتْرِك يا أبصر الناظرين
هذا الدعاء هو نفس الدعاء الأول، ولكن بصيغة مختلفة. ففي الدعاء الأول يقول المسلم “قُونِي” بضم القاف وسكون الواو، وهذا يعني“كن لي ناصراً ومعيناً”. وفي الدعاء الثاني يقول المسلم “قَوْنِي” بفتح القاف وسكون الواو، وهذا يعني “اقوني” أو “اجعلني قوياً ومتمكناً”. والمعنى العام للدعاءين واحد، وهو أن المسلم يطلب من الله تعالى أن يمده بالقوة والعون والنصر ليقوم بما يرضيه وينفعه ويبتعد عما سواه في شهر رمضان.