في التطورات المأساوية المستمرة بقطاع غزة، يواجه السكان صدمة جديدة حيث تستمر أعمال القصف من قبل القوات الإسرائيلية. وقد أسفر اليوم الـ211 من العدوان عن استشهاد وجرح عشرات من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، في مشهد مروع يعكس حجم الدمار الذي يخيم على المنطقة.
مراسل وكالة “وفا” قد نقل المشاهد القاتمة من قلب الحدث، إذ تم انتشال جثامين ثلاثة شهداء من تحت الأنقاض في منطقة الصفطاوي، وإلى جانب ذلك، سُجلت جراح بين الأهالي. صدى الانفجارات العنيفة وأصوات النيران اختلطت في أرجاء المنطقة، خاصة حول مفرق الشهداء، لتُثير الرعب وتُذكر بمخاطر هذا الواقع.
حي الزيتون، وهو جنوب شرقي مدينة غزة شهد هو الآخر شهد هجوما حادا، حيث أطلقت طائرات الاحتلال عشرات القذائف التي نجم عنها سقوط مزيد من الجرحى. ولم تسلم أحياء مثل الشيخ عجلين وتل الهوى من موجات القصف، التي طالت منزلين على الأقل، بمثل هذا العنف.
مع تجدد الغارات الجوية والمدفعية في المناطق الشمالية الغربية لمخيم النصيرات، تتوالى عمليات القصف، لا سيما في مدينة دير البلح حيث شهدت استشهاد شخصين وإصابة خمسة، بعد استهداف منزل يعود لعائلة البلبيسي.
وتبذل طواقم الإنقاذ والدفاع المدني، وسط هذه الصعوبات، جهودا مضنية لانتشال جثث الشهداء في خان يونس، ولا تزال أعمال البحث جارية للعثور على المفقودين تحت الركام. وفي مدينة رفح، أُضيفت تراجيديا جديدة مع ارتقاء شهيدان، واحد منهم طفل، حيث كانوا ضحايا القصف على منزل أبو العنين بحي الجنينة.
ومع إحصاء الضحايا والخسائر الفادحة التي مست الحياة الإنسانية، تبدو الأرقام مروعة: استشهاد أكثر من 34,622 على مدار العدوان، وإصابة تجاوزت الـ77,867، ولا تزال الطرقات والأنقاض تخفي تحتها مصير آلاف آخرين. هذه الإحصائيات لا تعكس فقط مأساة قطاع غزة والضحايا، ولكنها أيضا تمثل رسالة دامغة للعالم حول قسوة وسطوة العدوان الإسرائيلي.
يُواجه الطلاب الجامعيون في الولايات المتحدة الأمريكية الداعمون للقضية الفلسطينية تحديا جديدا، حيث تُظهر التقارير أن وكالة رويترز بالتعاون مع شركة ميتا، التي تمتلك منصات التواصل الاجتماعي الكبرى مثل فيسبوك وإنستاغرام، قد اتخذت قرارا بحظر جميع الأخبار المتعلقة بالتظاهرات الطلابية المؤيدة للفلسطينيين بدعوى أن هذه الأخبار غير صحيحة.
هذا الإجراء، الذي يُعتبر قيودا على حرية التعبير والصحافة، يُثير جدلاً واسعًا حول المعايير والسياسات المنظمة لنشر الأخبار وكيف يمكن لهذه السياسات أن تؤثر على تدفق المعلومات.
وتشير الصورة أدناه إلى أن أحد المنشورات التي قامت أحد الصفحات بنشرها حول أخبار التظاهرات الطلابية في الجامعات الأمريكية والأوروبية وغيرها الكثير من الجامعات حول العالم، قد قامت ميتا (فيسبوك) بحظرها بحجة أنها أخبار زائفة وعارية عن الصحة.
وثار طلاب الكثير من الجامعات دعما لفلسطين والشعب الفلسطيني وحقه في الدفاع عن نفسه، مع المطالبة بوقف الحرب في غزة وإدخال المساعدات، فطلاب الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك وجامعة واشنطن في سانت لويس وجامعة “جورج واشنطن” في أمريكا وغيرهم قاموا بالاعتصام ونصب الخيام دعما لغزة.
وبات من الضروري أن تُجدد المؤسسات التعليمية والجماهير التزامهم بالدفاع عن حقوقهم في التعبير والتجمع، والاستمرار في اعتصامهم لنشر أصواتهم ومنع مثل هذه الشركات العنصرية من أن ينالوا مرادهم في قطع حناجرهم.