ذكاء اصطناعي لمراقبة الطلاب في مدرسة أمريكية: تعزيز الأمان أم انتهاك للخصوصية؟
وافقت مدرسة لورانس الثانوية في ولاية كانساس الأمريكية على عقد بقيمة 162 ألف دولار مع شركة “غاغل” المتخصصة في الأمن لتحقيق المراقبة المستمرة للطلاب بهدف تعزيز سلامتهم.
تعتمد المنظومة على الذكاء الاصطناعي لتحليل جميع الواجبات المنزلية، الرسائل الإلكترونية، الصور، والدردشات على الأجهزة المدرسية للبحث عن علامات سلوكية غير صحيحة، مثل الميل للانتحار، واستخدام المخدرات والكحول.
وفي حال تم التعرف على مثل هذه السلوكيات، يتم اتخاذ إجراءات تتراوح بين الإحالة إلى إدارة المدرسة وصولًا إلى استدعاء الشرطة.
تؤكد إدارة المنطقة التعليمية أن نظام “غاغل” يعد أداة فعالة لتعزيز سلامة ورفاهية الطلاب والموظفين، مشيرةً إلى أن معدلات الانتحار بين الشباب في كانساس تفوق المتوسط الوطني.
وذكرت شركة “غاغل” أنها ساهمت في إنقاذ نحو 5800 حياة طالب خلال الفترة من 2018 إلى 2023، حيث قامت بتحليل 28 مليار مادة دراسية، وحددت 162 مليون منها تحتاج إلى مراجعة.
تعتمد المنظومة على الذكاء الاصطناعي لتمييز المحتوى الخطير على الأجهزة المدرسية، مما يساعد الجهات المعنية على اتخاذ الإجراءات المناسبة قبل أن يمس الضرر أي طالب أو شخص آخر. وفي الحالات الحرجة، تقوم المنظومة بإخطار جهات الاتصال المحددة حتى خارج أوقات العمل أو في عطلات نهاية الأسبوع.
ومع ذلك، أثار استخدام هذه المنظومة تساؤلات حول مدى انتهاكها للحق في الخصوصية، حيث عبرت بعض الصحف الطلابية مثل “بودجيت” عن قلقها بشأن احتمالية انتهاك التعديلات الدستورية الأمريكية وقوانين حماية حقوق المستهلكين في كانساس.
رغم الانتقادات، قرر مجلس المدرسة تمديد عقد التعاون مع “غاغل” بمبلغ إضافي قدره 53 ألف دولار، بالرغم من أنها كانت قد توافق في وقت سابق مع صحيفة “بودجيت” على إزالة التطبيق من الأجهزة المدرسية.