تمكنت خدمة خلط العملات الرقمية Tornado Cash من الحفاظ على هيمنتها على شبكة الإيثيريوم، وذلك على الرغم من تعرضها لعقوبات قاسية من وزارة الخزانة الأمريكية.
وفقا لشركة تحليلات العملات الرقمية Arkham، فقد شهدت Tornado Cash حركة نشطة للغاية في الشهر الماضي، حيث تدفقت عملات بقيمة 77.35 مليون دولار عبر عقودها الذكية على شبكة الإيثيريوم.
تعتبر Tornado Cash واحدة من أشهر خدمات خلط العملات الرقمية، والتي تسمح للمستخدمين بإخفاء هويتهم ومصادر أموالهم عند إجراء معاملات باستخدام عشرة عملات مختلفة، من بينها الإيثيريوم وUSDT وDAI.
تعمل هذه الخدمة على سبع شبكات مختلفة، بما في ذلك الإيثيريوم وبينانس وPolygon.
تعرضت Tornado Cash لضربة قوية بعد أن فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات عليها، متهمة إياها بالتورط في غسيل الأموال لصالح مجموعة Lazarus Group التابعة لكوريا الشمالية.
وانخفضت قيمة العملات المقفلة بنسبة تزيد عن 60%، كما انخفض حجم التحويلات بشكل كبير.
ولكن يبدو أن Tornado Cash قادرة على تجاوز التحديات، حيث أظهرت بيانات Arkham أن قيمة العملات المقفلة في عقودها ارتفعت مجددا إلى حوالي 118.3 ألف إيثيريوم، أو ما يعادل حوالي 187.9 مليون دولار.
كذلك، ازداد حجم التحويلات في الشهر الماضي، ما يدل على استئناف نشاط المستخدمين.
جاء هذا التحسن رغم اعتقال اثنين من مؤسسي Tornado Cash، رومان ستورم ورومان سيمينوف، بتهم غسيل أكثر من مليار دولار من خلال خدمتهم.
تبرز قضية Tornado Cash التحديات التي تواجه خدمات الخلط اللامركزية، والتي تدعي أنها توفر خصوصية مالية للمستخدمين، لكنها في الوقت نفسه تثير شكوك السلطات التنظيمية، التي ترى فيها أداة لتسهيل الجرائم المالية.
وعلى الرغم من أن هذه الخدمات تعتمد على كود مفتوح المصدر، فإن ذلك لا يحميها من التدخل الحكومي أو المساءلة القانونية.
ولذلك، يبقى مستقبل هذه الخدمات غامضا، خاصة في ظل التطورات التنظيمية المتسارعة في مجال العملات الرقمية.
فهل ستستطيع Tornado Cash وغيرها من خدمات الخلط الحفاظ على نشاطها وشعبيتها؟ أم ستضطر إلى التخلي عن مبادئها أو إغلاق خدماتها؟ هذا ما سنراه في المستقبل القريب.