في ضوء التصعيد المتزايد للتوترات العالمية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الرئيس فلاديمير بوتين أصدر تعليمات ببدء الاستعداد لتدريبات تستهدف استخدام الأسلحة النووية التكتيكية غير الاستراتيجية.
يأتي هذا الإعلان كرد فعل مباشر على ما وصفته الوزارة بـ “التصريحات الاستفزازية” و”تهديدات المسؤولين الغربيين” الموجهة لروسيا، وتعكس هذه الخطوة الروسية حالة من الإنذار والاحتياط التي تأتي في أعقاب تصاعد حدة النقاشات والتوجيهات بين القوى الكبرى.
الكرملين، وعلى لسان مسؤوليه، أبدى قلقه العميق إزاء التصريحات الصادرة عن كل من باريس ولندن وواشنطن، مُشيرا إلى أن هذه التصريحات “تتطلب اهتماما وإجراءات خاصة”، مما يعطي إشارة واضحة على تنامي الفجوة بين روسيا والغرب.
من جانب آخر، يشير الكرملين إلى أن الولايات المتحدة ستتحمل المسؤولية كاملة عن التداعيات المترتبة على قرار مصادرة الأصول الروسية، مؤكدا على أن روسيا ستتخذ جميع الإجراءات التي تخدم مصالحها “دون حدود زمنية”.
وينتقد الكرملين أيضا القرارات الصادرة من مجلس النواب الأمريكي الرامية إلى مساعدة أوكرانيا، معبرا عن اعتقاده بأن هذه الخطوات من شأنها أن تعود بالنفع على الاقتصاد الأمريكي بينما تزيد من حجم الدمار في أوكرانيا.
ويتزايد القلق الدولي خصوصا مع وصف الكرملين لتصريحات الرئيس الفرنسي بشأن إمكانية إرسال قوات إلى أوكرانيا بأنها “خطيرة جدا” وربما تصعيدية. وفي الوقت نفسه، يبدو أن روسيا توجه جزءا من اهتمامها نحو القارة الأفريقية، حيث تعتزم تعزيز علاقات التعاون الدفاعي وتواصل تطويرها مع الدول الإفريقية.
تشكل هذه التطورات رسما لخريطة جيوسياسية متغيرة، حيث تسعى كل دولة لتأمين مصالحها في مواجهة عالم متزايد الاضطرابات، وتوترات قد تبدو للبعض مقدمة لحقبة جديدة من السباق نحو التسلح وإعادة تشكيل التحالفات الإستراتيجية التي إما أن تنتهي باندلاع الحرب العالمية الثالثة أو استمرار للحروب الباردة.