يشهد معدنو البيتكوين موجة جديدة من النمو، حيث أظهرت تقارير جديدة أن المعدنين يحققون عوائد إضافية تصل إلى 38 مليار دولار بحلول عام 2027 نتيجة لانتقالهم جزئيا لتلبية احتياجات الذكاء الاصطناعي والحوسبة عالية الأداء.
ويفسر الخبراء في شركة Vaneck أن عملية تعدين البيتكوين، والتي تتطلب طاقة هائلة، قد واجهت تحديات في ظل انخفاض الأرباح منذ أن قامت شركة Ethereum بالتحول إلى نموذج عمل أكثر كفاءة في استخدام الطاقة في سبتمبر 2022، بالإضافة إلى حدث “الهالفينغ” الذي وقع في أبريل 2024، والذي قلص المكافآت المخصصة للمعدنين.
ومع تراجع الأرباح العامة، بدأت شركات التعدين البحث عن أساليب جديدة لتحسين دخلها. وقد بدأ بعض المعدنين في تطوير بنية تحتية مالية لامركزية باستخدام البيتكوين، بينما أبدى آخرون اهتماما باستخدام طاقاتهم الحاسوبية للذكاء الاصطناعي.
وحسب تقديرات Vaneck، إذا تم تخصيص 20% من طاقة التوليد للذكاء الاصطناعي، فإن الأرباح الإضافية للعمالة ستصل إلى 13.9 مليار دولار سنويا.
وعلى الرغم من التحديات الاقتصادية، مثل الديون الكبيرة والاحتياجات المتزايدة لمزايا الإدارة، إلا أن المعدنين الذين استثمروا في الذكاء الاصطناعي وأعادوا هيكلة نماذج أعمالهم شهدوا أداء أفضل بالمقارنة مع أولئك الذين لم يسعوا لذلك.
وقد أظهرت التحليلات الأولية أن المعدنين الذين يوجهون طاقاتهم نحو الحوسبة عالية الأداء يحققون أرباحا تفوق تلك التي تحققها الشركات التي تفتقر إلى هذه الخطط منذ بداية العام.
هذا الاتجاه يظهر كيف يمكن أن تكون شراكات مع مراكز البيانات وسيلة فعالة لخفض التكاليف وتحسين العوائد المالية. ووفقا للتقديرات، فإن عملية الانتقال إلى هذا النموذج الجديد قد لا تستغرق أكثر من عام، مقارنة بمدة 4 سنوات لبناء بنية تحتية جديدة من الصفر.
ويتوقع أن تستمر هذه الاتجاهات في المستقبل القريب لقطاع تعدين البيتكوين، حيث يعتبر دمج الذكاء الاصطناعي خطوة استراتيجية لدفع الأرباح وتحسين الكفاءة.
تشير تقارير حديثة إلى أن هناك اهتماما متزايدا من قبل الشركات الكبرى في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث يُتوقع أن تسهم هذه التوجهات في دفع عجلة الصناعة من عامين إلى ثلاثة أعوام إلى الأمام. ومع ذلك، حذرت شركة برنشتاين البحثية من أن الشركات الرائدة في تعدين البيتكوين تحتاج إلى التركيز على تعزيز قدراتها في استخراج البيتكوين، في ظل التحديات التي تواجه إعادة هيكلة الأعمال.
وبيّن التحليل أن حوالي 80% من المتداولين في سوق العملات الميمية قد تكبدوا خسائر مالية، بينما لا يزال السؤال مفتوحا حول النسبة التي حققت أرباحا. في سياق متصل، تم التأكيد على أن أكثر من 90% من البيتكوين قد تم استخراجه بالفعل، مما يثير تساؤلات حول المرحلة التي ستتوقف عندها عملية استخراج العملات الجديدة.
وعلى صعيد آخر، أدلى مسؤولون في مجلس دوما الدولة الروسي إلى احتمال إطلاق منصة عملات رقمية روسية في عام 2024، وهو ما يعكس طموحات البلاد لتطوير البنية التحتية للاقتصاد الرقمي.
كما تجدر الإشارة إلى أن بعض صناديق التقاعد بدأت تتجه نحو استثمار جزء من أموالها في العملات الرقمية، وذلك في ضوء تزايد القبول المؤسسي لهذه الأصول الرقمية.
الإعلانات والتوجهات الجديدة تشير إلى مرحلة مثيرة قادمة لصناعة العملات الرقمية، حيث يجب على المستثمرين البقاء على اطلاع دائم بالتغيرات السريعة في هذه السوق النابضة بالحياة.