أخبار العملات الرقمية

سقوط الإثيريوم: أسرار ورؤى من عالم التحليل المالي

شهدت أسواق العملات الرقمية انخفاضا كبيرا خلال الساعات الـ 24 الماضية، حيث فقدت نحو 4% من إجمالي قيمتها السوقية، مع تراجع سعر الإيثريوم (ETH) بأكثر من 9%، بينما انخفضت القيمة السوقية للبيتكوين بنسبة 4.5%، وفقًا لتقرير صادر عن Coinmarketcap.

وقد ساهم هذا الانخفاض الحاد في حدوث سلسلة من تصفيات العقود الآجلة (الفيوتشرز)، حيث تعمل المنصات على إغلاق مراكز التداول بشكل إجباري بسبب ضعف الضمانات. وقد تجاوزت قيمة هذه التصفيات 304 مليون دولار خلال فترة الـ 24 ساعة الماضية، كما أكدت بيانات منصة Coinglass.

على الرغم من البداية الإيجابية لتداول صناديق الاستثمار المتداولة (ETF) التي تركز على الإيثريوم، حيث سجلت الأسبوع الأول من التداول صافي تدفقات مالية بلغت 106 ملايين دولار، إلا أن الجلسة الثانية شهدت انخفاضًا في التدفقات بمقدار 133 مليون دولار، حسب معلومات إعلامية من Sosovalue.

ومن المثير للاهتمام أن صندوق Grayscale Ethereum Trust شهد خروج 810 مليون دولار منذ اليوم الأول للتداول، بينما نجحت صناديق أخرى في تسجيل تدفقات إيجابية. وقد عادت تجربة Grayscale لتظهر مرة أخرى كما كان الحال مع صندوق البيتكوين، مما ساهم في الضغط على السوق.

من جانبه، أشار رومان نيكراسوف، الشريك المؤسس لمؤسسة ENCRY، إلى أن عملية التحويل من صندوق Grayscale Bitcoin Trust إلى ETF ساهمت في الضغط على السوق. وأكد أن الإيثريوم قد يواجه فترة تصحيح أطول مقارنةً بالبيتكوين، وفقًا لما أكده أنطون تروبستسيف، مدير التسويق لشركة Bitget.

بينما ظل مصير صندوق Grayscale Ethereum Trust غير محدد، يعود ذلك أيضًا إلى الضغوط الاقتصادية الكلية التي تتعرض لها الأسواق. لقد أشار نيكراسوف إلى أن تراجع أسهم الشركات التقنية في الولايات المتحدة أطلق موجة من البيع في أسواق الأسهم، مما أثر بدوره على سوق العملات الرقمية.

في الوقت الحالي، يشعر المستثمرون بتفاؤل حذر. ورغم أن تدفقات يوم الثلاثاء كانت في نطاق 100 مليون دولار، إلا أن عدم وجود محفزات واضحة للنمو قد يؤدي إلى استمرار انخفاض سعر الإيثريوم حتى سبتمبر المقبل، حيث يأمل المستثمرون في تخفيف معدلات الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.تزايد المخاوف في الأسواق عقب تقارير الشركات الكبرى حول الذكاء الاصطناعي

تشهد الأسواق المالية حالة من الارتباك بسبب تزايد مشاعر التشاؤم حول مستقبل الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى عدم الاستقرار في الأسواق الاقتصادية الكبرى. تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه التوقعات بشأن السياسة النقدية للبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي تحولات جذرية.

ففي تصريحات أدلى بها الخبير الاقتصادي ألكسندر نيكراسوف، أكد أن غموضًا كبيرًا يلف موعد الانتقال المتوقع من قبل الفيدرالي الأمريكي نحو خفض أسعار الفائدة. حيث كانت الآمال في بداية العام تتجه نحو تخفيف حاسم للسياسات النقدية، إلا أن تلك التوقعات لم تتحقق حتى الآن.

بدوره، أوضح الخبير المالي أنتون توروبتسيف أنه بينما كانت التوقعات تشير في يناير إلى إمكانية حدوث خفض ملحوظ في معدل الفائدة خلال 2024، فإن الوضع الحالي يشير إلى تغير تلك التوقعات. فقد أصبح المستثمرون يتوقعون الآن خفضًا بمعدل نقطة أو نقطتين من دون التوجه للخفض الشامل المتوقع في السابق.

وأضاف توروبتسيف أن استمرار ارتفاع معدل الفائدة الرئيسية يعد عائقا أمام المخاطر الاستثمارية، ما يمنع الأصول عالية المخاطر من الانطلاق نحو مستويات جديدة من النمو.