تواصل الدراسات العلمية إثارة الدهشة، حيث أفاد باحثون مؤخرًا أنهم تتبعوا 200 نيزك من كوكب المريخ إلى خمسة فوهات صغيرة فقط على سطح الأرض. وقد تم نشر هذه الدراسة في مجلة “ساينس أدفانس” العلمية، والتي تبرز أهمية هذا الاكتشاف في فهم أصل النيازك المريخية.
لقد عُثر حتى الآن على حوالي 390 نيزكًا قادمًا من الكوكب الأحمر، وهو جزء ضئيل من أكثر من 83,000 نيزك تم اكتشافها على كوكب الأرض. وقد تمكن العلماء من تحديد أصول هذه النيازك في منطقتين مريخيتين هما “تارسي” و”إليسيوم”.
وفي هذا الإطار، صرح الجيولوجي كريستوفر هيرد من جامعة ألبرتا الكندية، قائلاً: “يمكننا الآن تجميع هذه النيازك استنادًا إلى تاريخها المشترك وموقعها على سطح المريخ قبل سقوطها على الأرض”. هذه الانجازات العلمية تسمح للباحثين بتحديد أصل النيازك بدقة أكبر، مع إمكانية تضييق نطاق البحث إلى 15 فوهة محتملة.
تتطلب الرحلة من المريخ إلى الأرض ظروفاً قاسية، حيث يحتاج الحجر الكبير أولاً إلى الاصطدام بقوة على سطح المريخ مما يؤدي إلى خلق فوهة ضخمة، وينطلق الحطام مسافة ملايين السنين قبل الوصول إلى كوكب الأرض. عند وصول النيازك، يخضع الحجر لعمليات التفاعل مع الغلاف الجوي، مما يزيد من تعقيد تحليل مكوناته.
تعتبر هذه النتائج خطوة كبيرة في فهم خصائص الصخور المريخية، بما في ذلك العمر والتركيب الكيميائي، بالإضافة إلى مطابقة “التوقيع” الجوي للمريخ مع البيانات المأخوذة من المركبات الفضائية السابقة.
لتحليل مصادر المجموعات الخمس من النيازك، استخدم هيرد وزملاؤه تقنيات متقدمة تشمل الاستشعار عن بُعد والنمذجة. من خلال فهم خصائص النيازك الجديدة، تمكن الباحثون من تقليص خيارات المواقع المحتملة على سطح المريخ والمطابقة بين التركيب المعدني وخصائص الصخور.
بفضل هذه الاكتشافات، يبقى فضول العلماء مفتوحًا حول المزيد من الأسرار التي قد تخبئها الفضاءات الكونية، حيث يعد هذا البحث خطوة نحو فهم أعمق للظواهر الكونية وأهميتها على كوكب الأرض.