استضافت المملكة العربية السعودية لأول مرة فعالية عرض أزياء فريد من نوعه لملابس البحر، وذلك ضمن أجندة فعاليات أسبوع الموضة البحري.
وأثار هذا الحدث الذي شهدته المملكة لأول مرة في تاريخها اهتماما عالميا واسع النطاق.
وشهدت أراضي السعودية الراسية على البحر الأحمر، وتحديدا البارحة يوم الجمعة المصادف لـ 17 مايو 2024، عرضا مميزا لملابس البحر وسط حضور كبير، مخترقا بذلك النسق المحافظ الذي ارتبط به المجتمع السعودي.
وظهرت عارضات أزياء متألقات بتصاميم السباحة للمصممة المغربية ياسمينة قنزل، والتي كانت تسمح بظهور الذراعين والأرجل، في عرض مبهر تم تنظيمه بالقرب من أحد المسابح الخلابة، وعبرت قنزل عن سعادتها بتحقيق هذا الإنجاز التاريخي بذلك العرض في الأراضي السعودية.
وكان هذا العرض جزءا من فعالية ’’أسبوع الموضة في البحر الأحمر’’ بدورته الافتتاحية، الذي نُظّم في واحد من أفخم الفنادق على جزيرة أمهات الشيخ، والتي تعد واحة إبداعية يمكن الوصول إليها عبر القوارب فقط.
وباحتضان هذه الأحداث، تواصل السعودية مسيرة الإصلاحات الاجتماعية والثقافية التي بدأتها بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، منوهةً بذلك على تخفيف القيود المفروضة على النساء، وتعزيز الفعاليات الترفيهية في البلاد.
وتعليقا على الفعالية، لم تُخفِ قنزل تقديرها للخطوات التي تتخذها المملكة، مؤكدةً على أنها، وإن كانت محافظة، إلا أنها تتطلع لتقديم أزياء سباحة تعكس روح العرب وانفتاحهم الحضاري.
وأثنى رافاييل سيماكورب، الناشر الفرنسي في مجال السوشيال ميديا، على نجاح المملكة في استضافتها لحدث بهذه الجرأة، معبرا عن سروره الكبير بتواجده ضمن الحضور.
وأثار هذا الحدث ردود فعل سلبية بين بعض المواطنين والنشطاء المحافظين، حيث اعتبر العديد من المنتقدين أن العرض الذي شهد ارتداء العارضات لملابس سباحة كشفت عن أذرعهن وأرجلهن، لا يتناسب مع القيم والتقاليد المحافظة للمملكة.
إذ أعرب هشام الصباغ عن شدة استنكاره للحدث الذي وصفه بالغريب وغير المألوف، مشددا على أهمية قدسية الأماكن التي حدثت فيها، ومستهجنا إقامتها في بلاد الحرمين الشريفين، قائلا: يا رب يا رب، انتشر الفساد!
وعبر عدد كبير من المستخدمين أيضا عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن استيائهم من الحدث، معتبرين أنه يتعارض مع الأعراف والتقاليد السعودية، وقال أحد النشطاء:
“ما حدث في هذا العرض يُعد تجاوزا للحدود ويخالف مبادئ مجتمعنا المُحافظ وقيمنا الأخلاقية”.
كما دعا بعض النّقاد إلى إعادة النظر في مثل هذه الفعاليات التي تُنظّم في البلاد، مؤكدين أن الانفتاح الاجتماعي يجب أن يراعي القيم الدينية والثقافية للسعودية، وأضافوا أن هناك طرقا أخرى لتعزيز السياحة والفن في المملكة دون المساس بالتقاليد والعادات للمملكة.