بعد تعرض إيران لخسارة كبيرة اليوم ومقتل القائد العسكري واللواء البارز في الحرس الثوري الإيراني “رضي موسوي” نتيجة غارة إسرائيلية في سوريا، نشرت صفحات إيرانية مقطع فيديو يظهر طريقة الرد الإيرانية على خسارتها الأخيرة.
يظهر مقطع الفيديو الذي تم صناعته بشكل افتراضي وثلاثي الأبعار، محاكاة للأراضي الفلسطينية المحتلة وبالتحديد مبنى مقر الموساد الإسرائيلي في تل أبيب، وكيف تجري فيه الاجتماعات بحضور كبار المسؤولين الإسرائيليين.
يتابع الفيديو لقطاته وهو يظهر حديث إسرائيل عن خططها وأن اغتيال رضي موسوي سيكون جزء من سياس إيقاف إيران عن دعمها للمقاومة إلى حد كبير، كما يقول المسؤولون الإسرائيليون أنه يجب تقليص حجم العمليات المنفذة في تل أبيب والضفة الغربية والتفكير مليا في الحصار المطبق على غزة.
ويستطرد المسؤول العسكري حديثه حول المشكلة الأكبر التي تعاني منها إسرائيل والشاباك الإسرائيلي وهو الجواسيس الإيرانيين الذين تسللوا إلى داخل الحكومة والنظام الإسرائيلي، واغتيالات المسؤولين العسكريين الإيرانيين لن تكون كافية.
وفجأة ينقطع بث شاشة العرض خلال اجتماع المسؤولين الإسرائيليين، ويظهر شعار الجمجمة الذي يشير للموت، وبجانبها صور 4 من المسؤولين في إسرائيل، ثم تظهر اللقطات فجأة وجود قنبلة لاصقة موقوتة مزروعة أسفل طاولة الاجتماع، ومن ثم تنفجر القنبلة وتقتل كامل المسؤولين في جهاز الشاباك.
وعن رسائل هذا الفيديو، فيبدوا واضحا أن إيران سترد بشكل قوي ومدروس، وسيكون الهدف هو أعلى كيان ومؤسسة في حكومة وكيان الاحتلال الإسرائيلي، وعن طريق جهاز الاستخبارات الإيراني الذي تسلل إلى داخل المراكز الحساسة في الأراضي المحتلة ويستعد لإعلان الرد.
يشار إلى أن إسرائيل قد قامت بتنفيذ غارة جوية على أحد المقرات التابعة لتشكيلات القوات الإيرانية في منطقة السيدة زينب في سوريا بريف دمشق، وحسب مصادر محلية مطلعة تم تأكيد أكدت أن المنطقة المستهدفة كانت أحد المزارع التي تقع بالقرب من شارع أبو طالب، ونتج عن ذلك إصابات وأضرار مادية نتيجة هذا العدوان.
ولم يصدر من الجانب السوري أي بيان عسكري يوضح تفاصيل العدوان وأسبابه وأضراره أيضا، فيما اكتفت الوكالة الإيرانية للأنباء بتأكيد خبر وفاة قائدها العسكري، وإعلان احتفاظ إيران بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين.
فيما أدان ناصر كنعاني، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، اغتيال موسوي، وأكد أن هذه “الخطوة الإرهابية علامة أخرى على طبيعة الكيان الصهيوني الإرهابية”.
وأضاف كنعاني أن هذا الاغتيال يأتي استمرارا لجميع الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني، منتهكا جميع القوانين والأعراف الدولية على حد وصفه، وأشار إلى أن إيران ستحتفظ بحق الرد على هذه الجريمة في الزمان والمكان الملائمين.
وأشارت المصادر إلى أن المستشار الذي اغتاله الكيان الصهيوني كان مسؤول وحدة دعم محور المقاومة في سوريا، وقاد عشرات ومئات العمليات الداعمة لمحور المقاومة على مدار عقود، ويعتبر من القادة الأكثر تأثيرا في المنطقة يماثل تأثير القائد العسكري قاسم سليماني (الذي كان مقربا منه بشدة)، والذي اغتالته إسرائيل أيضا قبل عامين في مثل هذا التوقيت من السنة.
ومع هذا التحرك الإسرائيلي غير المسبوق، والذي صدر عن قيادة جيش الاحتلال خلال تواجدها في المنطقة الشمالية من الأراضي المحتلة، فغن حجم التصعيد والحدة بين الأطراف المتنازعة في منطقة الشرق الأوسط ستزداد، وخصوصا مع هذه الرسائل التي بدأت تخرج عن الطرف الإيراني والتي تنذر باتباع سياسة الرد بالمثل وتفعيل الاغتيال مقابل الاغتيال.