أخبر وزير الخارجية الأمريكية وزير حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو بما أخبره به محمد بن سلمان حول ملف التطبيع بين السعودية وإسرائيل وهذا ما تسبب بإزعاج نتنياهو وسبب صدمة له لم تكن متوقعة.
تقول المصادر أن محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء في السعودية قد أبلغ وزير الخارجية الأمريكي بأن يخبر نتنياهو أن السعودية لن تطبع مع إسرائيل طالما الحرب بقيت مستمرة في غزة.
وأشار بن سلمان إلى أن ملف العلاقات والتطبيع مع حكومة كيان الاحتلال الإسرائيلي لن يستأنف إلا بعد قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس، وهذا شرط حتمي لا رجعة عنه ولا تنازل.
ويؤكد هذا التصريح الموقف القومي للسعودية الداعم للقضايا العربية والقومية، وخاصة موقفها تجاه القضية الفلسطينية التي باتت حديث كل العالم، خصوصا بعد اندلاع طوفان الأقصى بتاريخ 7 أكتوبر، والتي أدهشت العالم بشجاعة الفلسطينيين وهشاشة جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وكانت المملكة العربية السعودية قد قدمت الكثير من المواقف والأعمال الداعمة للقضية الفلسطينية، آخرها إنشاء حملة تبرعات وطنية في السعودية للأهالي في فلسطين، من أجل إرسالها ودعم الفلسطينيين بها.
قامت منصة ساهم بالتعاون مع جهات رسمية وشعبية في المملكة، بالإعلان عن حملة تبرعات شعبية كبيرة دعما لأهالي غزة المحاصرين وإغاثتهم من الحصار والنقص الكبير في الحاجات الأساسية من غذاء ودواء، وذلك منذ تاريخ 2 نوفمبر العام الماضي.
وأشارت مصادر محلية إلى أن حجم التبرعات وصل لأكثر من 100 مليون ريال سعودي خلال الساعات الأولى من فتح باب التبرع وحتى توقيت الساعة 4 من عصر يوم 2 نوفمبر الجاري.
وكان خادم الحرمين الشريفين وولي العهد السعودي قد وجها بإطلاق حملة شعبية لإغاثة الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة بالتعاون مع منصة ساهم الرقمية، التي يمكن لجميع المتبرعين القيام بتحويل التبرعات عن طريق تطبيق المنصة أو موقعها مباشرة.
وأطلقت الحملة شعارا خاصا بها تحت اسم: لا مزايدات.. السعودية فضل لا يحصر. وكما لاحظنا فإن السعوديون لبوا النداء وعبروا عن مدى اهتمامهم ومحبتهم بأهالي غزة الأشقاء.
وشارك أحد المسؤولين عن منصة ساهم مقطع فيديو يظهر كيفية الزيادة الكبيرة في عدد المتبرعين وحجم التبرعات المرتفع خلال وقت قياسي، إذ يقدر عدد المتبرعين في الثانية الواحدة حوالي 10 إلى 15 متبرع تقريبيا، وهذا يظهر مدى تهافت السعوديين والمقيمين في المملكة للتبرع لأشقائهم الفلسطينيين.
أما عن التعليق والرد من الجانب الفلسطيني على هذه البادرة الطيبة من السعودية، فقد لاقت أصداء قبول واسعة، كما توجه سفير فلسطين لدى المملكة بالشكر للقيادة السعودية حكومة وشعبا على دعمهم الدائم لفلسطين والقضايا العربية.
وأعرب وزراء خارجية العديد من الدول العربية والغربية عن خطورة الوضع في غزة والبحر الأحمر، وضرورة وقف إطلاق النار باتت ضرورة ملحة لا يجب الرجعة عنها، وهذا ما رآه وزراء كل من النرويج وإيطاليا وإسبانيا والإمارات والعراق ومصر وغيرهم.
أما مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، فقد أصدر بيانه الذي أكد فيه أن إسرائيل أخفقت غير مرة في احترام القانون الإنساني والدولي، وموضوع وقف إطلاق النار في غزة أصبح أكثر إلحاحا من أي وقت مضى.
كما أشارت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى ضرورة اتخاذ الاحتلال الإسرائيلي تدابير فورية لحماية المدنيين في غزة، وعلى الاحتلال وضع حد لاعتقال التعسفي والتعذيب والإخفاء القسري لمواطني غزة، كما أن الوضع في جنوب غزة لم يعد يحتمل، والمنطقة مكتظة بأكثر من 1.3 مليون نازح.
وأشار وزير عدل جنوب إفريقيا بعد قيام محكمة العدل الدولية برفع الجلسة عقب الرد الإسرائيلي الذي حاولت به الدفاع عن نفسها، إلى أن كيان الاحتلال أخفق بشكل واضح في الرد على ما تقدم به الجانب الإفريقي وهي غير قادرة على إدانة أفعال جنودها.
كما أكد وزير العدل على أهمية عدم التغاضي عن تصريحات مسؤولي حكومة الاحتلال غير الشرعية، والفريق القانوني لجنوب إفريقيا متمسك بالبراهين والوقائع والوثائق التي قدمها إلى المحكمة.
وفي سياق الحدث، أدلى أردوغان بتصريحات نارية بهذا الخصوص مشيرا إلى إيمانه بالعدالة التي ستتحقق في محكمة العدل الدولية في لاهاي ويعتقد أنها ستدين إسرائيل بالفعل.
كما أشار أردوغان إلى أن تركيا قد سلمت وثائق تدين إسرائيل، مؤكدا أن المظلومون لم يخسروا يوما بل الظالمون هم الخاسرون.
وأضاف أردوغان أن أمريكا وبريطانيا تحاولان تحويل البحر الأحمر إلى بحر من الدماء، وما يحدث هو استخدام قوة غير متوازنة وإسرائيل تمارس ذات الأمر في غزة، وسيرى الجميع كيف ستدافع إيران عن نفسها.
وفي ختام التصريحات والجلسات الرسمية، أشارت المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى دعوتها إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وضرورة مواصلة تسليط الضوء على ما يجري في غزة.
ندعو إلى أهلنا في فلسطين أن يتغمدهم برحمته ولطفه ويبعد عنهم كل أذى ومكروه، وأن ينصرهم على عدوهم ويخرجهم سالمين غانمين من هذه الحرب.