اضطر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى الهروب من مجموعة من المزارعين الغاضبين خلال زيارته لمعرض زراعي في باريس. وقد أظهرت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي ماكرون وهو يجري على قدميه بينما يلاحقه المحتجون ويهتفون ضده.
الأسباب وراء الاحتجاجات
يعاني المزارعون الفرنسيون من أزمات عدة تتعلق بالمناخ والسياسات الزراعية والتجارية. وقد عبروا عن استيائهم من قرارات الحكومة الفرنسية التي تؤثر سلبا على دخلهم ومستقبلهم. من بين هذه القرارات:
- حظر استخدام مبيدات الأعشاب الضارة التي تحتوي على الجليفوسات بحلول عام 2022، وهو ما يعتبره المزارعون غير واقعي ويزيد من تكاليف إنتاجهم.
- التخلي عن مشروع قانون يهدف إلى تحسين دخل المزارعين من خلال تحديد الأسعار الدنيا للمنتجات الزراعية ومنع الخصومات الكبيرة في الأسواق.
- التوقيع على اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي ودول الميركوسور (الأرجنتين والبرازيل والباراغواي والأوروغواي)، والتي تهدد بزيادة المنافسة من الواردات الزراعية الأجنبية.
رد فعل ماكرون والحكومة الفرنسية
بعد أن نجا من الاحتجاجات، حاول ماكرون تهدئة الأوضاع بالحوار مع بعض المزارعين والمنظمات الزراعية. وقال إنه يفهم مشاكلهم ويحترم عملهم ويسعى إلى حماية مصالحهم. وأضاف أنه يريد إيجاد حلول مشتركة تراعي البيئة والصحة والاقتصاد.
تأثير الاحتجاجات على شعبية ماكرون
تأتي هذه الاحتجاجات في وقت حساس لماكرون، الذي يستعد لخوض انتخابات رئاسية في عام 2024. وقد شهدت شعبيته انخفاضا ملحوظا في الآونة الأخيرة بسبب تعامله مع جائحة كورونا والأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تعصف بالبلاد. وقد واجه ماكرون انتقادات حادة من قبل المعارضة السياسية والحركات الاحتجاجية مثل “السترات الصفراء” و”السترات الزرقاء”، التي تضم مختلف الفئات العمالية والمهنية.
وفي ظل هذا الوضع، يحاول ماكرون إعادة بناء صورته وثقته بين الناخبين، خاصة في الريف الفرنسي، الذي يعتبر معقله الانتخابي. ولكن يبدو أن مهمته ليست سهلة، فالمزارعون الفرنسيون ليسوا الوحيدين الذين يشعرون بالإحباط والغضب من سياساته.