قام متظاهر بمقاطعة حديث راشيل مادو مراسلة قناة MSNBC، وهتف قائلاً: “ما يجري في غزة تطهير عرقي، في حين أنكم لا تقولون إلّا الأكاذيب”، قبل أن تقوم وحدات الأمن بطرده من المؤتمر الصحفي.
يذكر أن قناة MSNBC قد منعت ظهور أي مذيعين متعاطفين مع الفلسطينيين خلال تغطية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في تأكيد على شراكتها في جرائم الحرب الإسرائيلية القذرة التي تروج لهذا الكيان على أنه مظلوم وتحارب الإنسانية متخلية عن شرف مهنة الصحافة والإعلام.
ويعيش العالم بأسره الآن حالة من الاستنفار الكبير عقب قيام كيان الاحتلال الإسرائيلي الإرهابي بقصف مستشفى الأهلي المعمداني الذي راح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى في مشاهد أبكت الإنسانية جمعاء ونسفت كل المبادئ والقيم، في ظل صمت مدقع ومخزي من العرب والمسلمين، يكتفون بترديد الشعارات والتنديد من أماكنهم وبيوتهم، بينما الأطفال في فلسطين مشردون والنساء تبكي دما على فراق أبناءها والآباء مشلولون في مكانهم من هول المشهد الذي تشهده غزة.
وتستمر آلة الحرب والإبادة الصهيوأمريكية بقصف المواطنين الأبرياء في بيوتهم وهم عزل من السلاح ومن كل مقومات الحياة، فأين العالم من هذا وأين منظمات حقوق الإنسان ومجلس الأمن ومؤسسات الدفاع المدني، أين هي المنظمات الإنسانية ومديريات الأوقاف والتجمعات الدينية، أين هم أصحاب القضية الذين نادوا باستقلال فلسطين 75 عاما من على منابرهم، بينما يقتل الأبرياء واحدا تلو الآخر، ويكتفي الإعلام بتغيير عدادات الضحايا على شريط أخبارهم المغمس برائحة العار واللاإنسانية.
بدلا من التضامن بالأجساد وبالدماء مع فلسطين، يكتفي هذا وذاك بالتنديد وإصدار البيانات، ويأتي أنجاس أمريكا ليدعموا طفلتهم المدللة إسرائيل ويرمون بالتهم على أبطال المقاومة في فلسطين، ويصوروا للعالم بأن مجزرة المعمداني من صنع أيادي فلسطينية، بل الإجرام هو صمت العرب والمسلمين عما يجري بحق الأطفال والأبرياء في غزة، والاكتفاء بمشاهدة صور أشلاء الأطفال ومشاركتها على حسابات الفايسبوك لحصد التفاعل والإعجابات وإظهار أنهم من مناصري القضية الفلسطينية. ألا لعنة الله على كل منافق يدعي الإسلام والمسيحية وهو يقف متفرجا على مجازر ستبقى رائحة دمائها حتى يوم القيامة.
إن الكلمات عاجزة عن وصف هذا الكم الهائل من الخزي والعار، ولا يسعني إلا أن أقول حسبنا الله ونعم الوكيل، حسبنا الله سيؤتينا من فضله.. إنا إلى الله راغبون.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
السلام عليكِ يا فلسطين حتى يبلغ السلام منتهاه.. السلام عليكِ حتى يرضى الشهداء هذا السلام.. السلام عليكِ وعلى أبناءك وأطفالك الشرفاء القديسين الذين لبوا نداء ربهم وحازوا أعلى مقام في الآخرة.. بشراكَ يا أقصى فشهداؤك أحياء عند ربهم يرزقون.. لبيكَ يا أقصى.. لبيكِ فلسطين.. لبيكِ يا غزة.. يا جنة الله على الأرض.