في مشهد محرج ومثير للسخرية، غفا أحد قضاة محكمة العدل الدولية في لاهاي أثناء مرافعة الدفاع الإسرائيلي في قضية تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأظهرت لقطات مصورة القاضي وهو يغمض عينيه ويستسلم للنوم، بينما كان المحامي الإسرائيلي يحاول إقناع المحكمة بأنها لا تملك الولاية القضائية للنظر في القضية، وأن الدعوى المقامة من جانب السلطة الفلسطينية لا أساس لها من الصحة.
وأثار المشهد استياء العديد من المتابعين والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين اعتبروا أن القاضي يعكس حالة الملل والضجر التي يسببها الدفاع الإسرائيلي بحججه الواهية والمتكررة، وأنه يمثل رد فعل طبيعي لمن يستمع إلى كلام فارغ ومنطق ملتوي.
إسرائيل تبرأ نفسها وتتهم مصر بمنع دخول المساعدات لغزة
قام محامي الدفاع عن الاحتلال الصهيوني بتبرئة نفسه من أي مسؤولية عن تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع، ووجه الاتهام إلى مصر بأنها هي المسؤولة عن معبر رفح الحدودي وبإمكانها منذ اليوم الأول إدخال المساعدات الغذائية والطبية والوقود للسكان، ولكنها اختارت الانحياز إلى الجانب الإسرائيلي والتواطؤ معه في حرمان الفلسطينيين من حقوقهم الأساسية.
واستشهد المحللون بآية من القرآن الكريم تقول: “إذ تبرأ الذين اتُبعُوا من الذين اتَبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب”، محاولاً تحويل اللوم على الجانب المصري وتصويره على أنه الخائن للقضية الفلسطينية والمتسبب في معاناة الشعب الفلسطيني.
وطالب ممثلو الدول المدعية بإدخال مصر كطرف مدخل في القضية، ليتمكن من الرد على التهمة أو تحمل المسؤولية القانونية عن الحصار والأضرار التي نتجت عنه، ودفع التعويضات للضحايا، وتقديم المسؤولين للعدالة الدولية.
كما طالبوا بمحاسبة الصهاينة على الدول العربية التي ساعدتهم عسكريا أو استخباراتيا في عمليات الإبادة التي نفذوها ضد الشعب الفلسطيني.
وتعتبر هذه القضية من أهم القضايا التي تناقشها محكمة العدل الدولية في السنوات الأخيرة، وتشهد متابعة واسعة من قبل الرأي العام العالمي والمنظمات الحقوقية والإنسانية، التي تطالب بإنهاء الحصار عن غزة ووقف الانتهاكات الإسرائيلية وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني.