بعد مرور أكثر من شهر ونصف على نهاية عملية طوفان الأقصى، التي انتهت بانتصار لحركة المقاومة الإسلامية حماس وانكسار وتنازل للكيان الصهيوني، بدأت تظهر تفاصيل صفقة تبادل المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس وإطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وفقاً لمصادر مطلعة، سيتم إعلان هدنة في قطاع غزة بين 4-5 أيام، لتنفيذ صفقة تبادل المحتجزين والأسرى، التي تم التوصل إليها بوساطة مصرية وقطرية وتركية.
وستفرج حماس عن 50 طفلاً وامرأة من المحتجزين الإسرائيليين، بواقع الإفراج عن 3 فلسطينيين مقابل كل محتجز إسرائيلي واحد. وهذا يعني الإفراج عن 50 إسرائيلياً مقابل 150 فلسطينياً، حسب الاتفاق. وسيتم تصويت حكومة الاحتلال على الصفقة الليلة.
وتعتبر هذه الصفقة نتيجة للضغط الشديد الذي مارسته حماس على إسرائيل، بعد أن أطلقت عملية طوفان الأقصى، رداً على اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى واعتداءاتهم على المصلين.
وخلال العملية، استهدفت حماس مواقع عسكرية ومدنية إسرائيلية بآلاف الصواريخ والطائرات المسيرة، ونفذت عمليات تسلل واختطاف لجنود ومستوطنين إسرائيليين.
وأسفرت العملية عن مقتل وجرح المئات من الإسرائيليين، وتدمير العديد من المنشآت والبنية التحتية الإسرائيلية، وإحداث خسائر اقتصادية وأمنية فادحة للكيان الصهيوني.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد رفض في بداية العملية أي وقف لإطلاق النار، إلا بعد الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس.
ولكن بعد أن تعرضت إسرائيل للهزيمة والمذلة، وانقسم الشارع الإسرائيلي بين مؤيد ومعارض للحرب، وتصاعدت الانتقادات الدولية والإنسانية للعدوان الإسرائيلي على غزة، اضطرت إسرائيل إلى قبول شروط المقاومة الفلسطينية، والدخول في مفاوضات غير مباشرة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وقد عبرت حركة حماس عن ترحيبها بالصفقة، مؤكدة أنها تمثل انتصاراً جديداً للشعب الفلسطيني والمقاومة الإسلامية، وهزيمة جديدة للكيان الصهيوني ومشروعه الاستعماري.
ودعت حماس إلى الاستمرار في النضال والتضحية والتمسك بالحقوق والمقدسات الفلسطينية، وعدم الانجرار وراء محاولات التطبيع والتنازل عن القضية الفلسطينية.
وأشادت حماس بالدور الذي لعبته الدول الوسيطة في إنجاح الصفقة، وشكرتها على جهودها الإيجابية.
كشف وزير الدفاع الإسرائيلي عن بعض التفاصيل حول المفاوضات الجارية مع فصائل المقاومة الفلسطينية بالوساطة الدولية، والتي تؤكد خنوع إسرائيل واقتراب اتفاق يتم فيه وقف لإطلاق لنار في غزة، وقال وزير الدفاع الإسرائيلي:
“نحن مطالبون بقرارات حاسمة وصعبة في هذه الأيام وإعادة المخطوفين هدف سام.”
وحول وقف إطلاق النار بين وزير الدفاع الإسرائيي بلغة توضح خنوع إسرائيل للمفاوضات قائلاََ:
“الجيش سيكون متأهباََ لكل سيناريو خلال وقف إطلاق النار، ونحن نتحرك خطوة بخطوة نحو هزيمة حماس الكاملة وتقريب عودة الرهائن إلى ديارهم.”
والجدير بالذكر أن لهجة إسرائيل وفي الأسابيع الماضية كانت مختلفة تماماََ وأكثر قسوة من الآن، فكان يقول وزير الدفاع الإسرائيلي أن الجيش الإسرائيلي ومن خلال العملية البرية سيتمكن من تحرير الرهائن من داخل غزة، وفي الآونة الأخيرة يتبين تخفيف إسرائيل من لهجتها الحادة وخنوعها للمفاوضات.