كشف يوفال بيتون، طبيب سابق في السجون الإسرائيلي، عن وجود علاقة قوية وصداقة مع يحيى السنوار أحد أبرز قادات المقاومة الفلسطينية في حماس ومؤسس الحركة، لتكون هذه العلاقة محط إثارة جدل كبيرين في وسائل الإعلام.
يقول الدكتور يوفال بيتون، الذي كان يعمل كطبيب أسنان في سجن نفحة الإسرائيلي، أنه كان مشرفا على الوضع الصحي ليحيى السنوار، ونشأت بينهما علاقة صداقة بسيطة تطورت فيما بعد بشكل غير متوقع ليصبحا من أعز الأصدقاء.
ووفقا لما قاله الدكتور بيتون في مقابلة مع CNN، فإنه خلال الفترة التي كان يرعى فيها السنوار استطاع أن يدخل أكثر في تفاصيل شخصية هذا الرجل الفلسطيني وبدأ الجليد يتكسر فيما بينهما.
وفي وقت لاحق في عام 2004 ميلادي، وخلال إجراءه كشفا طبيا وتشخيصا للحالة الصحية للسنوار، اكتشف وجود ورم في المخ كان سيودي بحياته، وهنا اضطر لإجراء عمل جراحي له قبل أن يفرج خراج لإنقاذه من الموت، لتتحول العلاقة بين بيتون والسينوار بعدها من علاقة طبيب وسجين لعلاقة صداقة متينة.
وعند إطلاق سراح السجين رقم 7333335، وهو يحيى السنوار، بعد عدة سنوات في عام 2011 ضمن صفقة شاليط، قام السنوار بإخبار الطبيب بيتون بأنه مدين له بحياته، وأنه لن يتوانى عن تسديد دينه له والأيام كفيلة بتحقيق ذلك.
ويضيف بيتون إنه استطاع فهم شخصية القائد يحيى السنوار بشكل تفصيلي، وكشف إصراراه وتصميمه على البقاء في السلطة حتى لو كان ذلك على حساب التضحية بحياة الكثير من الفلسطينيين، وهذا ما أزعج بيتون الذي لا يحب أن يتم استغلال العنف كوسيلة لتحقيق أهداف سياسية على حد تعبيره.
وعلى الرغم من ذلك، لم يكتف الطبيب بيتون بانتقاد قائد حماس، بل كانت لهجة انتقاده لإسرائيل أشد لذعا، وخصوصا لفشلها في إيجاد سلطة بديلة لحكم الفلسطينيين بدلا من حماس، وهذا ما دعم السنوار وجعله يستمر في سلطته وسطوته.
ويقول بيتون أن القائد الذي كان مدينا له بروحه، قام في 7 أكتوبر بعد إعلانه الحرب على إسرائيل بالتسبب بمقتل ابن أخيه “نير عوز” في مستوطنة كيبوتس، وهذا ما قد يجعله نادما على مساعدته يوما ليحيى السنوار.
تسلط هذه المعلومات التي يتم الكشف عنها للمرة الأولى، الضوء على مرحلة حساسة للغاية كانت سببا في بقاء يحيى السنوار على قيد الحياة وإنقاذه من الموت، والذي ما يزال إلى اليوم على رأس حركة حماس، وهذا يدفع البعض للقول أنه لو لم يتم إنقاذه في 2004 لما اندلعت أحداث 7 أكتوبر في 2023.