أثبتت أحدث الأبحاث العلمية أن جهازا يرصد حركات العيون لدى الأطفال أثناء مشاهدتهم لمقاطع الفيديو ويقيم تفاعلهم الاجتماعي قد يكون مفتاحا لتسريع تشخيص حالات التوحد في مراحلها المبكرة.
وفقًا للباحثين، يمكن لهذا الجهاز الذي تم تطويره أن يكتشف اضطرابات الطيف التوحدي لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و30 شهرا بدقة تفوق دقة التشخيص التي يمكن أن يقدمها أخصائي متخصص.
تتيح تقنية الجهاز رصد حركات العيون بمعدل يصل إلى 120 مرة في الثانية، مما يسمح للخبراء بتقدير فوري لمدى استيعاب الأطفال للمعلومات الاجتماعية. فعندما يتمكن الأطفال النامين تطوريا من التركيز على التفاعل، يبحث الأطفال المصابون بالتوحد عن معلومات في أماكن أخرى في الفيديو. وتكون النتائج متاحة في غضون 30 دقيقة فقط.
وحصل هذا الجهاز الذي أطلق عليه اسم “EarliPoint Evaluation” على موافقة إدارة الأغذية والعقاقير (FDA) لاستخدامه كأداة تشخيصية للأطفال الذين يخضعون لتقييمات من قبل الخبراء.
هذا الاكتشاف الجديد يفتح أفاقا واسعة لتحسين التشخيص المبكر لحالات التوحد وبالتالي تحسين فرص العلاج والتدخل المبكر لدعم تطور الأطفال المصابين بهذا الاضطراب.
مرض التوحد، المعروف أيضاً بالاضطراب التوحدي أو اضطراب طيف التوحد، هو اضطراب تطوري يؤثر على التفاعل الاجتماعي والاتصال والسلوك للأفراد المصابين به. يمكن توصيف مرض التوحد على أنه حالة عصبية معقدة تتسم بتشكيل طيف من الأعراض والصفات التي تختلف من شخص لآخر.
بعض الأعراض الشائعة لمرض التوحد تشمل:
يجب ملاحظة أن مرض التوحد يعتبر طيفيا، مما يعني أن الأعراض والشدة تختلف من شخص لآخر. وعلى الرغم من التحديات التي يواجهها الأفراد المصابين بهذا الاضطراب، إلا أنهم قد يظهرون مهارات استثنائية في مجالات معينة مثل الرياضيات أو الفنون. تكمن أهمية التشخيص المبكر والدعم المناسب في تحسين نوعية حياة الأفراد المصابين بمرض التوحد وتعزيز تطويرهم وتفاعلهم الاجتماعي.