ابتكر علماء من جامعة سانت بطرسبرغ الحكومية للتكنولوجيا الكهربائية “LETI” روبوتاً فنياً يتميز بقدرته على التعلم وتقليد أساليب الرسامين البارزين. يتمتع هذا الروبوت الجديد بقدرة فريدة على نقل تقنيات فرشاة الرسامين المشهورين، مما قد يغير وجه الفن الآلي.
تمكن الروبوت الذي أطلق عليه اسم “روبوت الفنان” من تطوير مهاراته ليشمل خلط الألوان واستخدام تدرجات متنوعة، بعد أن كان في البداية قادراً على الرسم باللون الأسود فقط. وقد أتاح له ذلك تقديم نسخ عالية الجودة من لوحات الفنانين المشهورين، حيث يمكنه استخدام فرشاة بأبعاد وأشكال متنوعة، مما يمنح الأعمال الفنية طابعاً أكثر دقة.
أوضح الباحثون أن الروبوت قادر على محاكاة الأنماط الفريدة لتطبيق الألوان التي يستخدمها الفنانون المعروفون، مما يجعله قادراً على إنجاز أعمال فنية بأساليب متعددة، إضافة إلى قدرته على كتابة نصوص بكالigraphy متقنة.
يتم دعم هذا البحث من قبل المؤسسة الروسية للعلوم، وقد تم نشر نتائجه في مجلة Robotics. وقد بدأت الفكرة لتطوير هذا الروبوت منذ عام 2016، حيث استغرق الفريق عدة سنوات لتكوين النموذج الأولي الذي يتضمن برمجيات قادرة على تحويل الصور المرسلة إلى أكواد تشغيلية للروبوت.
تستخدم تقنية الروبوت ذراعاً آلياً يعمل في فضاء ثلاثي الأبعاد، مع إمكانية ثباته على الطاولة حيث يتم وضع اللوحة. والنموذج الأولي استطاع فقط رسم لوحات بالأبيض والأسود، ولكنه الآن قادر على إنتاج أعمال ملونة بفضل تطوير خلط الألوان.
وقد نجح بالفعل في تقليد أنماط المدرسة الانطباعية، وهو ما يعتبر خطوة كبيرة نحو تحقيق حلم دمج الروبوتات في عالم الفن. وكشف قائد المشروع، أرثر كاريكوف، أن الفريق يواصل السعي لتحسين دمج الذراع الروبوتية في النظام الجديد، مما يضيف المزيد من الألوان والعمق إلى قدراته الفنية.
مع هذه التطورات، يضع العلماء الروس بصمتهم في مجال الفن الميكانيكي، مما يفتح آفاقاً جديدة للتفاعل بين التكنولوجيا والفنون الإبداعية.