أفادت تقارير واردة عن شركة نانسن لاستخبارات بلوكتشين، بأنه وخلال 24 ساعة فقط، تجاوز صافي عمليات السحب من منصة بينانس حدود 905 ملايين دولار، التي تعبر عن الفرق بين العملات الواردة للمنصة والخارجة منها.
وتشهد منصة بينانس منذ البارحة 12 أكتوبر وإلى اليوم، ارتفاعا كبيرا وغير مسبوق في عمليات سحب العملات الرقمية، والتي حدثت نتيجة لأخبار تداولتها المنصة حول بيانات إثباتات احتياطياتها PoR، التي أثارت القلق والخوف لدى الكثير من المستثمرين.
وتعتبر عمليات السحب الصافي من بينانس خلال الساعات الأخيرة، أكبر بتسعة أضعاف من أكبر عملية سحب قد شهدتها أية منصة رقمية أخرى في سوق العملات. وتشير البيانات الصادرة عن شركة Arkham Intelligence، التي تعنى بتقنية بلوكتشين ومتابعة أخبارها، أن عملية التدفق الحالية التي تشهدها بينانس هي الأكبر من نوعها منذ تاريخ 13 نوفمبر الماضي، والتي كانت قد جرت عقب إفلاس FTX بثلاثة أيام فقط.
ويقول أحد محللي شركة Arkham، إن منصة بينانس تملك ما قيمته 65 مليار دولار من العملات الرقمية، وبالتالي فإن عملية السحب الحالية لا يمكن اعتبارها غير اعتيادية لهذه الدرجة المخيفة.
وأصبح المستثمرون والمتداولون بشكل عام، أكثر حيطة وحذرا في تعاملاتهم المالية، وخاصة فيما يتعلق بقضية التخزين والاحتفاظ على منصة بينانس، التي تشهد هجوما عبر العديد من القصص والأخبار المقلقة بمحتواها.
وأدى انهيار شركة FTX قبل مدة ليست ببعيدة، إضافة إلى بعض المشاكل التي واجهها سوق العملات مؤخرا، إلى إضعاف روابط الثقة المتبادلة بين المستثمر والجهات الممولة في سوق العملات الرقمية، والتي أدت إلى مضاعفات بشأن قضايا السحب بحيث ارتفعت بشكل ملحوظ على العموم، الأمر الذي يفرض على المنصات إظهار استعدادها الكامل للالتزام بحماية أموال وعملات المستخدمين.
نشرت شركة Mazars للتدقيق الأسبوع الفائت، تقريرا حول مبالغة كل من بيتكوين وبينانس في بيانات احتياطاتها من العملات في سوق العملات الرقمية. إلى جانب ذلك، تحدثت وكالة رويترز للأنباء عن قيام السلطات الأمريكية بدراسة توجيه اتهامات مالية جنائية ترتبط باحتيال مالي مقصود، ضد بينانس ومسؤوليها وعلى رأسهم زهاو، الذي كان ينتقد مؤخرا المحللين والاستشاريين في السوق والقصص الأخيرة البعيدة عن واقع منصة بينانس، والتي تتسع بشكل كبير وغير مبرر.
وكشفت سجلات بلوكتشين عن قيام العديد من المستخدمين بسحب كميات كبيرة من العملات الرقمية، خارج منصة بينانس خلال الأسبوع المنصرم، بما فيهم منصات Wintermute وJump Trading، التي تعتبر من اللاعبين الأساسيين في سوق العملات الرقمية.
أشارت شركة نانسن للاستخبارات في تغريدة عبر منصة تويتر، أن Jump Trading هي أكبر من قام بسحب العملات من بينانس، فوفق إحصاءاتها الاستخباراتية قامت Jump Trading بسحب ما كميته 145 مليون دولار من العملات الرقمية عبر محافظها الرقمية التابعة لـJump خلال الأسبوع الفائت.
وكانت معظم المسحوبات من محافظ Jump هي من عملة BUSD، التي تشكل العملة المستقرة التابعة لـPaxos، إلى جانب سحبها 14 مليون دولار على شكل عملة USDT، يضاف إليها 10 ملايين دولار من الإبثيريوم.
وبلغت إجمالي مسحوبات Paxos من عملة BUSD التي أنشأتها، ما قيمته 103 ملايين دولار على محافظ Jump أيضا، لتخلفها Tether بقيمة سحب بلغت 15 مليون دولار من عملة USDT، إلى جانب 10 ملايين دولار من الإيثيريوم. وتشير بيانات مقدمة من شركة Arkham، أن منصة Jump قد سحبت ما يقارب 32 مليون دولار من عملاتها في بينانس إلى Paxos خلال الساعات القليلة الماضية.
اعترفت Wintermute أحد أهم اللاعبين في سوق العملات الرقمية، أن الشهر الفائت كان مريعا مع انهيار شركة FTX التابعة لبانكمان فريد، إضافة إلى أن الشركة لا تزال تملك بعض العملات والأموال، التي تكفي لمواصلتها العمل.