عاد اليوم سلطان النيادي من الفضاء متجهاََ إلى الأرض بعد رحلته التي دامت ستة أشهر وسيصل غداََ الساعة 8 صباحاََ بتوقيت الإمارات العربية المتحدة، وبيَّنت وكالة (CNN) في الإمارات العربية التحدة أن رائد الفضاء الإماراتي، سلطان النيادي عائداََ اليوم الأحد 3 سبتمبر 2023، إلى الأرض بعد انتهاء مهمته والطاقم المرافق له على متن محطة الفضاء الدولية في رحلة هي الأطول لرائد فضاء عربي إلى الفضاء.
ونشر مركز محمد بن راشد للفضاء في تدوينة على صفحته الرسمية بمنصة X (تويتر سابقاََ) رابطاََ للبث المباشر لرحلة العودة عن قناة دبي باللغة العربية وبث وكالة ناسا المباشر باللغة الانجليزية.
ونشر النيادي في منشور له على X قبل ساعات على انتهاء مهمته بقوله: “بدأنا المهمة زملاء واليوم نختمها إخوة..”.
وأضاف رائد الفضاء الإماراتي بقوله: “من أجمل الأشياء اللي تحققت لي خلال هذه الأشهر الستة هي أني كسبت عائلة ثانية، وكسبت إخوة عشت معهم اللحظات الحلوة والصعبة، إذ تبادلنا الخبرات وتشاركنا عاداتنا وثقافاتنا وصنعنا ذكريات لا تنسى”.
تعد المهمة التي خاضها النيادي هي أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب دامت لـ6 أشهر في محطة الفضاء الدولية، وتضمنت إجراء تجارب علمية رائدة تسهم في خدمة البشرية والمجتمع العلمي.
وأصبح النيادي أول رائد فضاء عربي يخوض مهمة “السير في الفضاء” خارج محطة الفضاء الدولية، ضمن البعثة الـ 69 في شهر أبريل/نيسان الماضي، والتي استمرت نحو 7 ساعات.
وتضمنت هذه المهمة تنفيذ عدد من المهام الأساسية كالصيانة والتحديث علاوة على إكمال السلسلة التحضيرية لتركيب عدد من الألواح الشمسية على المحطة، حيث تشكل الطاقة الشمسية دوراََ محورياََ في تشغيل محطة الفضاء الدولية، وتوفير طاقة نظيفة ومتجددة لدعم التجارب والأنظمة والعمليات اليومية على متنها، وفقا لوكالة “وام”.
وعزز هذا النجاح ريادة الإمارات عالمياََ في قطاع الفضاء، إذ أصبحت دولة الإمارات العاشرة عالميا في مهمات السير في الفضاء خارج المحطة الدولية، ما يعكس جهود مركز محمد بن راشد للفضاء في مواصلة استكشاف الفضاء؛ كما يضاف هذا الإنجاز التاريخي إلى سجل إسهامات العالم العربي في استكشاف الفضاء الخارجي.
وبعد إكمال النيادي لنحو 4000 ساعة عمل في الفضاء؛ أسهم رائد الفضاء الإماراتي في تطوير المسارات العلمية والتكنولوجية في الدولة، من خلال إجرائه لنحو 200 تجربة علمية في مختلف المجالات استغرقت نحو 585 ساعة.
ما هي ردورد الأفعال بعودة رائد الفضاء سلطان النيادي إلى الأرض؟
نشرت وكالة أنباء الإمارات عبر الحساب الرسمي للوكالة على موقع X (تويتر سابقاََ)، منشور حول عودة سلطان مع فيديو لإنجازاته خلال فترة مكوثه على محطة الفضاء الدولية لستة أشهر بالتالي:
ونشر مقدم البرنامج في قناة أبو ظبي عبر حسابه الرسمي على موقع X، منشور لفيديو له حول رحلة عودة رائد الفضاء سلطان النيادي إلى الأرض بالتالي:
ما هي الإنجازات التي قام بها رائد الفضاء النيادي؟
حقق رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي إنجازات نوعية وتاريخية رسخت اسم الإمارات إقليمياََ وعالمياََ كأول دولة عربية تنجز أطول مهمة فضائية.
ومن أبرزها دراسة الآثار الجاذبية الصغرى على استجابة الخلايا البشرية للالتهابات بالتعاون مع رائدة الفضاء السعودية ريانة برناوي من طاقم “Ax-2″، وتجربة إنتاج بلورات البروتينات الخاصة بالأجسام المضادة “PCG2″، وإجراء دراسات حول كيفية احتراق مواد معينة في الجاذبية الصغرى، بالإضافة إلى إعداد أبحاث عن رقائق الأنسجة حول وظائف القلب والدماغ والغضاريف، وغيرها من التجارب العلمية التي تم العمل عليها بالتعاون مع طاقم البعثة 69.
وحقق رائد الفضاء الإماراتي نجاحا في التجارب العلمية بالتعاون مع 25 جامعة محلية وعالمية و10 وكالات فضاء دولية، حيث نفذ النيادي نحو 19 تجربة بحثية بالتعاون مع وكالة ناسا، ووكالة الفضاء الأوروبية، ووكالة الفضاء الكندية، ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية “جاكسا”، والمركز الوطني لدراسات الفضاء بفرنسا.
وأسهم هذا التعاون في إنجاز تجربة “Lumina” الأولى من نوعها لدراسة درجات الإشعاع الفضائي بمحطة الفضاء الدولية، بالإضافة إلى إعداد دراسات علمية طبية تشمل دراسة نظام القلب والأوعية الدموية ودراسة مسببات الأمراض في الفضاء.
وأسهمت رحلة النيادي في إثراء المعرفة بقطاع الفضاء ومجالاته للمجتمع، عبر تعزيز التواصل المجتمعي خلال المهمة ضمن سلسلة “لقاء من الفضاء” التي استقطبت أكثر من 10 آلاف شخص، وبتنظيم نحو 12 اتصالا مرئيا مع الجمهور و7 اتصالات لاسلكية من مركز محمد بن راشد للفضاء، حيث تكمن أهمية التواصل فى تعزيز الثقافة والتعليم في هذا المجال وإلهام الجيل القادم من العلماء والباحثين.
وتعد المهمة التي أطلقها مركز محمد بن راشد للفضاء ضمن برنامج الإمارات لرواد الفضاء في الثالث من مارس الماضي إلى محطة الفضاء الدولية هي أول مهمة طويلة الأمد لرواد الفضاء العرب في التاريخ، حيث وصل النيادي إلى المحطة على متن مركبة “سبيس إكس دراغون إنديفور” برفقة فريق مهمة “Crew-6”.
يذكر أن برنامج الإمارات لرواد الفضاء، الذي تتم إدارته من قِبل المركز، يعد أحد المشاريع التي يمولها صندوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، التابع لهيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، الذي يهدف إلى دعم البحث والتطوير في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.