عيد الميلاد: ما هي رسالة أطفال غزة إلى بابا نويل؟

يشهد العالم اليوم مناسبة عيد الميلاد المجيد وذكرى ولادة السيد المسيح (النبي عيسى عليه السلام) والذي يصادف رأس السنة من عام ميلادي.

فعيد الميلاد هو احتفال مسيحي يُعيد ذكرى ولادة يسوع المسيح، والذي يُحتفل به في 25 ديسمبر في الكنائس الغربية، بينما يحتفل به في 7 يناير في الكنائس الشرقية.

يُعتبر عيد الميلاد مناسبة دينية مهمة للمسيحيين حول العالم، ويُعتبر وقتا للتجمع العائلي وتبادل الهدايا والاحتفالات.

يُحتفل بعيد الميلاد في يومين منفصلين مع نهاية كل عام بسبب الاختلاف بين التقاويم الشرقية والغربية. في الكنائس الشرقية، يتم الاحتفال بعيد الميلاد في 7 يناير، بينما في الكنائس الغربية، يتم الاحتفال به في 25 ديسمبر. وهذا الاختلاف في التواريخ يعود إلى اختلافات في الطرق التي يتم بها حساب التقاويم الدينية.

ومع دخول العالم في هذه المناسبة السنوية التي يجتمع فيها الأطفال مع أهاليهم وأحبتهم وتسود أجواء من الفرح والدفء بوجود العائلة، يعيش أطفال غزة أكثر أعياد الميلاد دموية على الإطلاق في ظل ارتكاب جيش الاحتلال الإسرائيلي أبشع الجرائم بحق الأطفال وأهاليهم الأبرياء في قطاع غزة المحاصر من سنين.

وللأسف بدل أن يقوم الأطفال بالاحتفال في هذه المناسبة مع أهاليهم وأصدقائهم في المنازل ومدن الألعاب، شاء القدر أن يحتفل الآلاف منهم في الجنة بجانب المسيح، بينما الكثير الآخر منهم حرم من أهله، فمنهم من فقد نصف عائلته أو كلها، ومنهم من جعل أهله يعيشون آلام الفراق.

أما عن رسالة أطفال غزة إلى بابا نويل أو ما يقال له بـ “سانتا” فقد تداولت وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لرسالة أطفال غزة لبابا نويل بمناسبة رأس السنة الميلادية.

تقول الرسالة:

عزيزي سانتا.. أتمنى أن تكون بخير.. هذه ليست رسالتي فقط.. نحن أكثر من مليون طفل..

عزيزي سانتا.. نحن ننتظرك بكل شوق هذا العام أكثر من أي وقت مضى..

عزيزي سانتا نحن لا نبحث عن الهدايا نحن فقط نريد رؤية زائر من الخارج.. أي زائر..

عزيزي سانتا.. نحن ننام في الهواء الطلق في الخيام.. في البرد.. أحضر معك بعض البطانيات

عزيزي سانتا أحضر لنا بعض الطعام.. نحن لم نأكل منذ أيام
نحن بحاجة للاستحمام.. جلودنا تعاني من الأمراض.. لكن لا تقلق.. أحضر لنا مياه للشرب فقط

عزيزي سانتا.. أنا أكتب لك من أسفل أنقاض منزلي.. يحيطني العديد من الدمى والألعاب.. وعائلتي بجانبي أيضا قد فارقوا الحياة مثل آلاف الأرواح البريئة..

رجاء لا تتعب نفسك هذا العام.. أنا جزء من الأخبار التي انتهت بـ: “لم ينجوا أحد”

أطيب التمنيات.. أطفال غزة.

وكما يقرأ ويشاهد المتابعون حجم الحزن الذي يتخلل هذه الرسالة والتي لا تعبر إلا عن جزء بسيط من الألم والمعاناة التي يعيشها أطفال غزة وأهاليهم بسبب أنهم أرادوا الدفاع عن أرضهم من عدو مغتصب يدعي الإنسانية والشرعية، وما هو إلا شيطان تمرد وتجبر ووجب وأده.

العالم يحتفل ومدينة الميلاد حزينة

لمدينة بيت لحم علاقة وثيقة بعيد الميلاد، إذ يُعتقد أنها مكان ولادة السيد المسيح ، فهي تحتضن كنيسة المهد التي تُعد واحدة من أقدم الكنائس في العالم.

تقع هذه الكنيسة في بيت لحم وتُعتبر مقصدا دينيا هاما للمسيحيين من جميع أنحاء العالم. وتُعتبر بيت لحم أيضا مكانا للاحتفالات بعيد الميلاد، حيث يتم تزيين المدينة وإضاءة الشوارع والمباني بالأضواء والزينة الميلادية. وتقام العديد من الصلوات والطقوس الدينية في كنيسة المهد والأماكن المقدسة الأخرى في المدينة خلال هذا الوقت.

كان سكان مدينة بيت لحم قد اعتادوا أن تبدأ احتفالات عيد الميلاد بإضاءة شجرة حتى ارتفاع 8 أمتار كانت توضع في ساحة الكنيسة.

وقالت وزيرة السياحة والآثار في غزة في حفل إضاءة المغارة أن العالم يحتفل بعيد الميلاد المجيد ومدينة الميلاد حزينة كئيبة متألمة، فأطفالها وشبابها ونساؤها ورجالها يعتريهم الخوف والحزن والألم مما يجري، وهم لا يعلمون أين ستصل الأمور.

وأضاف الوزيرة أن مدينة المهد هي كباقي المدن الفلسطينية محاصرة بالكامل، مغلقة حزينة لا يستطيع أحد الوصول إليها ولا الخروج، أهلها وشعبها بلا عمل وبلا أمل نتيجة توقف حركة السياحة الوافدة إليها التي تشكل شريان الحياة والاقتصاد فيها.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي من العام الجاري 2023، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، تسببت باستشهاد أكثر من 20 ألفا من الفلسطينيين، وما يزيد على 53 ألف جريح معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

ندعو أن يفرج الله على فلسطين وشعبها وأن تنتهي هذه الحرب في أقرب وقت ويتوقف نزف الدماء، ويعود الأمن والاستقرار إلى أراضي فلسطين العربية وينعم أهلها بالسلام.