رغم اعتراف كل من إسبانيا وأيرلندا والنرويج بدولة فلسطينية مستقلة، وتوقع اتخاذ دول أوروبية نفس الموقف، فإن تعاطي إسرائيل مع مدريد بالتحديد كان أكثر حدة.
الحقيقة وراء إظهار إسرائيل حدة أكثر تجاه إسبانيا
إن الشعب الإسباني وحكومته أصبحا يبديان دعما متزايدا للقضية الفلسطينية أكثر من غيرهم، وهو الأمر الذي بات واضحا من استطلاعات الرأي التي أجراها معهد إل كانو والذي سجل ارتفاعا في تأييد حل الدولتين.
حيث أنه بعد حملة 7 من أكتوبر، اتخذت الحركات الإسبانية، بقيادة “شبكة التضامن ضد احتلال فلسطين”، دورا أكبر في الدعوة لمقاطعة إسرائيل ومنع بيع الأسلحة إليها.
وقد أضاف بُعد إسبانيا عن الأحزاب اليمينية والمتطرفة المؤيدة لإسرائيل تميزا جعلها في مرمى الحنق الاسرائيلي، لاسيما أن هذه الأحزاب تهيمن على سياسات العديد من دول القارة الأوروبية.
وهنا نرى أن سعي الحكومة الإسبانية لتكون من أوائل الدول لتبني المواقف الجديدة الداعمة لفلسطين، يحرك قلق إسرائيل خوفا من تأثيره على قرارات الاتحاد الأوروبي مما يعرض علاقاتها القوية مع الدول الأعضاء للخطر.
نظرة الناخبين الإسبان المعارضة لإسرائيل تشير إلى أن السياسات الخارجية لإسبانيا قد تستمر وتتصاعد على هذا الطريق، حيث جاءت تصريحات المسؤولين الإسبان بصيغة حادة، والتي نذكر منها تلك الصادرة عن وزيرة العمل يولاندا دياز عندما دعت لتحرير فلسطين كاملة.
يضاف إلى ذلك تأثير الخلفية التاريخية الإسبانية، فمحاكم التفتيش التي استهدفت تنقية البلاد من اليهود بجانب المسلمين، تلقي بظلالها على الهوية الوطنية والمسارات السياسية حتى يومنا هذا والتي تصب في صالح دعم فلسطين.