أطلق الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، اليوم الأربعاء تحذيرا شديد اللهجة حول مستقبل نظام التجارة الدولي، مشيرا إلى اتجاهه نحو التفكك في ظل تصاعد حدة التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط والعالم.
خلال كلمته في احتفالية الذكرى الستين لتأسيس مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية UNCTAD، أعرب غوتيريش عن قلقه بقوله: “يواجه نظام التجارة الدولي تحديات جمّة ويقف على شفا التفسخ”.
كما زاد غوتيريش أهمية تحذيراته حول الوضع العالمي بالاستشهاد بوتيرة التوترات المتصاعدة، وتزايد الفجوة في المساواة وتفاثم آثار أزمة المناخ على البلدان النامية، مضيفا أن “الصراعات الحالية وتلك الممتدة زمنيا لها تأثير واضح على الاقتصاد العالمي”.
ولفت غوتيريش الانتباه إلى الجانب الثنائي للتجارة، القائم على كونها محركا للنماء والتفاوت في الوقت ذاته، بالإضافة إلى تأثيرها على الابتكار الاقتصادي والتدهور البيئي، ومنوها إلى أن “التجارة أصبحت سلاحا ذا حدين”.
في ضوء توجهات مماثلة، أطلقت كل من منظمة التجارة الدولية وصندوق النقد الدولي تحذيرات خلال الأشهر السابقة من مخاطر الانهيار الجيو اقتصادي، والذي يمثل اعتماد الدول على التجارة ضمن مناطقها الخاصة أو تكتلات تجارية محددة عوضا عن ضمان التجارة العالمية.
وحثت كريستالينا غورغييفا، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، في أبريل العام الماضي الدول على العمل بجهد أكبر للحد من الآثار الضارة المترتبة على تفتت التجارة، داعية إلى بذل الجهود لتجنب حدوث حرب باردة جديدة وتداعياتها الباهظة.
لم يُذكر بشكل صريح في التصريحات السابقة حلول محددة ومُقترحات لمعالجة التحديات التي تواجه نظام التجارة الدولي، ولكن تقدم التحذيرات السابقة خلاصة مفادها التأكيد على أهمية توحيد الجهود الدولية لضمان استمرارية التجارة الدولية والحفاظ على استقرارها بما يحقق النماء العام والتوازن في الأسواق العالمية.