لم يمض أيام على إطلاق مشروع عملة WLD التابعة لبروتوكول Worldcoin، حتى بدأت الجهات التنظيمية الأوروبية بفتح تحقيقاتها حول هذا المشروع وشرعيته.
وتشارك كل من فرنسا وألمانيا في إجراء تحقيقات حول صحة البيانات التي تقدمها Worldcoin، التي ساهم مؤسس OpenAI في صناعة هذا المشروع وتقديم بروتوكوله للعالم أجمع، الذي يتميز باستخدام بيانات قزحية العين للمستثمرين ومنحهم هوية رقمية يسافرون بها في السوق أينما يشاؤون.
ما هي ميزات بروتوكول Worldcoin؟
يتكون بروتوكول Worldcoin من هوية رقمية تحافظ على الخصوصية تدعى (World ID)، والتي يتم إنشاؤها باستخدام الهوية البصرية لقزحية العين، وهذه الهوية يمكن استخدامها في تأكيد التطبيقات وعمليات المصادقة، أما المكون الثاني فهو World App، وهو تطبيق مرتبطة بالبروتوكول يتم من خلاله تلقي العملات الرقمية وتحويلها إلى جانب إجراء مدفوعات العملات الرقمية.
يهدف مشروع بروتوكول Worldcoin إلى إنشاء هوية جديدة وشبكة مالية مملوكة للجميع، كما يهدف القائمين على المشروع إلى زيادة الفرص الاقتصادية بشكل كبير وتوسيع نطاق حل موثوق به لتمييز البشر عن الذكاء الاصطناعي باستخدام الإنترنت، مع الحفاظ على الخصوصية وإتاحة العمليات الديمقراطية العالمية.
وتعمل منصة Worldcoin على تقديم العديد من الخدمات والميزات في المستقبل القريب، أهمها مشاريع رموز NFTs وبرامج التوزيع المجانية لعملة WLD (الإيردروبات) والمكافآت لعملاء المنصة، وتوفير أسواق لتداول العملات الرقمية وتخزينها في مجمعات السيولة، إلى جانب وضع برنامج متكامل من الأحداث التي تدعم المستخدمين على طول مسيرة المنصة في تحقيق خطتها وفق الجدول الزمني المحدد من المطورين.
ما هو سبب قيام السلطات الأوروبية بفتح تحقيق موسع حول مشروع Worldcoin؟
تشير تقارير وكالة رويترز، أن خدمة حماية خصوصية البيانات الفرنسة قد اعتبرت أن قيام بروتوكول Worldcoin باستخدام آلية جمع البيانات البيومترية باستخدام أجهزة Orbs، التي تعمد على صنع هوية رقمية لقزحية العين للبشر، هي آلية مشكوك بأمرها، مشيرة إلى أن مختصين وخبراء ألمانيين يساعدون الجهات التنظيمية الفرنسية في التحقيق بشرعية Worldcoin.
وكان مكتب مفوض المعلومات البريطاني قد أعلن عن نيته أيضا القيام بفتح تحقيقاته حول مشروع بروتوكول Worldcoin وشرعية التقنيات التي يستخدمها في جمع البيانات من المستثمرين والعملاء، مضيفا أنه سيقوم بإجراء تقييم لعملية الحماية التي يوفرها المشروع للبيانات التي سيجمعها، والتي تمثل معلومات حساسة للغاية يمكن أن تستخدم في غير غايتها المنشودة.
وترى هيئة الخصوصية الفرنسية CNIL أن شرعية بروتوكول Worldcoin مشكوك بأمرها، وخاصة فيما يتعلق بطريقة تخزين البيانات البيومترية والشروط التي تعمل وفقها، وهذا ما دفعها السلطات الفرنسية للتحقيق مع السلطات في ولاية بافاريا الألمانية.
وعلى الجانب الآخر، أشارت هيئة CNIL أن مشروع Worldcoin يلتزم بجميع القوانين المتعلقة بجوانب معالجة البيانات الشخصية والتحكم بها في الأسواق، وخاصة قانون حماية البيانات الصادر عن المملكة المتحدة، واللائحة العامة لحماية البيانات GDPR في فرنسا.
حاليا يملك مشروع Worldcoin أجهزته التي تقوم بمسح قزحية العين للمستخدمين في كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، يبلغ عددها الإجمالي 5 أجهزة، اثنين لكل من بريطانيا وألمانيا وواحد لفرنسا.
بروتوكول Worldcoin يسعى لغزو العالم
يبدو جليا أن مطوري عملة WLD ماضون في هدفهم لإيصال عدد مستخدمي عملتهم إلى 1 مليار مستخدم بداية، ومن ثم إلى كل سكان الأرض في المرحلة القادمة، لتحقيق مفهوم الشمولية والعدل في التوزيع المالي، ولتصبح عملة WLD عندها العملة الرقمية العالمية، وهذا ما يراه أيضا جيك بروخمان، مؤسس ورئيس شركة CoinFunf، الذي يتوقع تغلب عملة WLD على البيتكوين.
وترى إدارة شركة CoinFund، التي ساهمت في تمويل المرحلة الأولى من تطوير بروتوكول Worldcoin عام 2021، أن هذا المشروع ثوري وابتكاري للغاية، وسيكون قادرا على مواجهة التحديات وتخطي العقبات والانتقادات التي ستطاله، وسيثبت جدارته من حيث الخصوصية العالية وبنيته التنظيمية المتينة.
فيما قال فيتاليك بوتيرين، مؤسس شبكة الإيثيريوم، إن الهوية البشرية مهمة للحفاظ على اللامركزية والعدالة في الشبكات اللامركزية، مثل الإيثيريوم، وأضاف أنه إذا لم يتم حل هذه المشكلة، فقد يتمكن الفاعلون الأثرياء أو الحكومات المعادية من السيطرة على هذه الشبكات بواسطة الروبوتات أو الحسابات المزيفة.
ويرى أن بروتوكول Worldcoin هو أحد هذه الحلول المحتملة لإثبات الهوية البشرية، لكنها تواجه تحديات كبيرة، كالخصوصية والأمان وإمكانية وصولها لجميع البشر عن طريق جهاز Orb غير المتوفر في كافة أنحاء العالم، وضمان عدم تحول مشروعها إلى مشروع أو مؤسسة ذات طابع مركزي، وتصديها لمحاولات العبث والاختراق التي تطال مختلف أنحاء سوق العملات الرقمية.
ويقول سام ألتمان، مدير بروتوكول Worldcoin، أن المشروع يتلقى مستخدما جديدا كل 8 ثوان، أي أنه يتلقى أكثر من 324 ألف مستخدم وسطيا كل شهر، والأرقام في ازدياد أكثر، وخاصة مع زيادة عدد المنصات التي أدرجت عملة WLD على حساباتها، مثل منصة بينانس وHuobi وOKX وBybit وGate.io وغيرها.
هل من الممكن أن يتغلب مشروع Worldcoin على البيتكوين؟
رغم أن القيمة السوقية لعملة البيتكوين أكبر بكثير من القيمة السوقية لمشروع بروتوكول Worldcoin التي لا تتعدى ربع مليار دولار، فإنه من الممكن جدا أن تستطيع عملة WLD التغلب على زعيمة العملات الرقمية، وذلك في حال اكتساب ثقة العملاء بها، وتحقيق متطلباتهم وتوفير الخدمات اللازمة لهم، بما يحقق مفهوم الشمولية والشفافية في التعاملات المالية.
ولكن مع امتلاك مشروع البروتوكول إلى الآن 5 أجهزة Orbs فقط لمسح قزحية العين للمستخدمين، فإنه وبهذا المعدل ووفق ما ذكره مدير المشروع حول تسجيل دخول مستخدم جديد كل 8 ثوان، فإن المشروع بحاجة إلى 5 سنوات لتسجيل قرابة 20 مليون مستخدم فقط، وهذا لا يشكل سوى 0.00245% من إجمالي سكان الأرض الذي ترغب المنصة بتقديم خدماتها لهم جميعا.
ولكن في حال تنفيذ مشروع Worldcoin التزاماته بتوفير 1500 جهاز Orbs حتى نهاية العام الجاري، فإن ذلك سيضاعف قدرة المشروع على استقبال مستخدمين جدد بمقدار 300 ضعف، وبهذا المعدل يستطيع استقبال نحو 1.150 مليار مستخدم في العام الواحد بدلا من 4 ملايين فقط، الأمر الذي سيجعلها بحلول العام 2025 قد استطاعت تحقيق أول خطوة لها في اعتمادية مليار مستخدم.