سياسة

فضيحة تجسس… روسيا تتنصت على الجيش الألماني

نشرت وزارة الدفاع الروسية تسجيلا صوتيا يفضح محادثات سرية بين ضباط في الجيش الألماني، تتعلق بالوضع الأمني في أوروبا والشرق الأوسط.

وقالت الوزارة إن التسجيل يكشف عن المواقف الحقيقية للجانب الألماني، ويثبت “التناقضات” بين ما يقوله وما يفعله.

تفاصيل التسريب الصوتي

وفقا للتسجيل الذي نشرته الوزارة الروسية على موقعها الإلكتروني، فإن المحادثات تمت بين ضباط من القيادة العليا للقوات المسلحة الألمانية، والمركز الأوروبي للتحليل والتخطيط الاستراتيجي، والمعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية. وتتناول المحادثات مواضيع حساسة، مثل:

  • العلاقات مع روسيا والصين والولايات المتحدة، والتوترات الناجمة عن العقوبات والتسليح والتدخلات السياسية.
  • الوضع في سوريا والعراق وأفغانستان، والدور الذي تلعبه ألمانيا في دعم الحلول السياسية والإنسانية والعسكرية.
  • الأزمة النووية الإيرانية، والموقف الألماني من الاتفاق الدولي والضغوط الأمريكية والإسرائيلية.
  • القضايا الأمنية الداخلية، مثل مكافحة الإرهاب والتطرف والهجرة والتجسس.

ويظهر من التسجيل أن الضباط الألمان يتبادلون وجهات النظر والتحليلات والمعلومات السرية، بلغة حادة ومنتقدة، تعكس مدى القلق والحذر من التطورات الدولية والإقليمية.

ردود الفعل الألمانية

لم تتأخر ردود الفعل الألمانية على التسريب الصوتي، فقد أعلنت وزارة الدفاع الألمانية فتح تحقيق عاجل للتأكد من صحة ومصدر التسجيل، ولتحديد المسؤولين عن التسرب والتجسس. وقالت الوزارة إنها تتعامل مع الأمر بجدية شديدة، وأنها لن تسمح بأي انتهاك للسيادة والأمن الوطني.

كما أعربت وزارة الخارجية الألمانية عن استنكارها واستغرابها من الخطوة الروسية، واعتبرتها “استفزازا غير مقبول” و”محاولة لزعزعة الثقة والتعاون” بين البلدين. وطالبت الوزارة بتوضيح فوري وشفاف من الجانب الروسي، وبالامتناع عن أي تصرفات تهدد السلام والأمن الدوليين.

ويعتبر خبراء ومحللون أن التسريب الصوتي يمثل تصعيدا خطيرا في العلاقات الروسية الألمانية، وينذر بمزيد من الاحتكاك والتوتر بين الجارين الأوروبيين.

ويشيرون إلى أن التسريب يهدف إلى إحراج وإضعاف الحكومة الألمانية، وإلى تشويه صورتها أمام الرأي العام الدولي والمحلي. ويحذرون من أن التسريب قد يؤثر سلبا على الجهود الدبلوماسية والتعاون الاقتصادي والثقافي بين البلدين.