قام باحثون من جامعة لينشوبينغ السويدية وجامعة بوروس بتطوير قماش مبتكر يتيح تحويل الملابس إلى هيكل عظمي خارجي، مما يسهم في تقديم مزايا عديدة تتعلق بالقوة والحركة. يُمكن لهذا القماش الذكي أن يدعم الأشخاص في رفع الأثقال، ويسمح بالاحتضان عن بُعد، ويساعد ضعاف البصر على التنقل في البيئات الحضرية.
وصرح البروفيسور إدوين ياجر، أحد أعضاء فريق البحث، قائلا: “عندما نتحدث عن هيكل عظمي خارجي، تتبادر إلى أذهاننا الأجهزة الروبوتية ذات الأجزاء الميكانيكية. لكن القماش المطور لدينا يمكنه توفير قوة إضافية عند رفع الأثقال”.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا الابتكار يعتمد على خيوط مغطاة بمادة موصلة تُعرف بـ PEDOT والبوليبيرول، والتي يمكن أن تتمدد وتنكمش تحت تأثير التيار الكهربائي. إلا أن الباحثين واجهوا تحدي قوة الخيط الواحد، مما دعاهم لدمج عدة خيوط معًا لصنع قماش ذو قوة أكبر لدعم التطبيقات العملية.
كما أكدت الدكتورة كارين باك، طالبة الدراسات العليا في قسم تكنولوجيا النسيج، على إمكانيات هذا القماش في تحسين حياتنا اليومية، حيث يلامس الإنسان الأنسجة بنسبة 99% من حياته.
في إطار مشروع Horizon 2020، تعاون فريق البحث مع عدة جامعات وشركات لتطوير سواعد مزودة بالمجموعة النسيجية الجديدة، والتي تقدم ردود فعل حسية. من خلال هذه التقنية، يمكن للمستخدمين أن يشعروا باللمسات عن بُعد، مما يفتح آفاقًا جديدة للاتصالات الاجتماعية.
تمكن الباحثون من اثبات كيف يمكن لسواعد المستخدمين أن تتفاعل مع بعضها عندما يقوم أحدهم بلمس ساعته، مما يجعل الآخر يشعر بذلك اللمس. وتتم الاستفادة من مستشعرات قادرة على استشعار الضغط وتنقل الإشارات بين الأذرع.
توجه الباحثون أيضًا إلى فوائد هذه التكنولوجيا لضعاف البصر، حيث يُمكن أن تُستخدم كمساعدة لتلقي المعلومات عن البيئة المحيطة. ويضيف ياجر: “تمتلك هذه التقنية القدرة على تحسين تجربة الألعاب الافتراضية، مما يتيح للمستخدمين الشعور بالضغط، مثلما يحدث في الألعاب حين يتعرضون لإطلاق نار”.
وأكد ياجر أن هناك إمكانيات تجارية كبيرة في هذا المجال، مما يتطلب التفكير في كيفية الانتقال إلى تطبيقات جديدة تعود بالنفع على المجتمع.