قامت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بأحد الأعمال الرمزية والمهمة، في بداية العام الهجري الجديد 1446، وهي تجديد كسوة الكعبة المشرفة وفق التقليد السنوي المتبع.
وفقا لوكالة الأنباء السعودية “واس”، فإن هذه العملية تمت بتنظيم من مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة بمشاركة 159 صانعا، موزعين على أركان وجوانب الكعبة بحسب اختصاصاتهم.
مراسم تجديد كسوة الكعبة المشرفة
تتضمن عملية تغيير الكسوة تفكيك الكسوة القديمة وتركيب الكسوة الجديدة، وفق خطوات دقيقة ومنسقة بدقة. إذ تم رفع كل جانب من جوانب الكعبة الأربعة بشكل منفصل، تمهيدا لفردها على الجانب القديم وثبيتها بإحكام، وفي نهاية العملية، تم تثبيت الستارة التي تغطي الباب بعناية فائقة، مع عمل فتحات خاصة لتثبيتها بشكل محكم وتنسيقها مع بقية الكسوة.
تتميز كسوة الكعبة المشرفة وفقا لتقارير صادرة عن واس، بتصاميم منسوجة بخيوط النسيج السوداء بطريقة الجاكارد، تحمل عبارات دينية مشهورة مثل “يا الله يا الله” و “لا إله إلا الله محمد رسول الله”، وغيرها، وتتكرر هذه العبارات على قطع الكسوة الأربعة.
من الجوانب الفنية والمواد المستخدمة، تستهلك كسوة الكعبة المشرفة نحو 1000 كيلوغرام من الحرير الخام الذي صُبغ باللون الأسود، و120 كيلوغراما من أسلاك الذهب، و100 كيلوغرام من أسلاك الفضة، فيما يبلغ عدد قطع حزام كسوة الكعبة المشرفة 16 قطعة، إضافةً إلى 7 قطع تحت الحزام، حسب “واس“.
بعد الانتهاء من عملية التجديد، استمر المعتمرون في أداء الطواف حول الكعبة، مما يبرز التواصل الدائم والمتواصل بين العباد والمكان المقدس.
باختصار، تمثل عملية تجديد كسوة الكعبة المشرفة ليست فقط إعادة لتجديد مظهرها الخارجي، بل تعبير حي للتقاليد الدينية والثقافية الغنية التي تميز المسلمين في جميع أنحاء العالم.